تتبعنا بأسف وألم كبيرين الهجوم الإرهابي على متحف باردو بالعاصمة التونسية، الذي أسفر عن عشرات الضحايا، إلى جانب خسائر في المتحف الذي يحتوي على آلاف القطع
نص البيان :
تتبعنا بأسف وألم كبيرين الهجوم الإرهابي على متحف باردو بالعاصمة التونسية، الذي أسفر عن عشرات الضحايا، إلى جانب خسائر في المتحف الذي يحتوي على آلاف القطع الأثرية التي تعطي صورة عن مختلف المراحل التي قطعتها تونس في تاريخها، من عصور الأمازيغ ما قبل التاريخ وعبره إلى عصرنا الحاضر.
وإذ يعبر التجمع العالمي الأمازيغي عن تضامنه المطلق مع تونس وشعبها ووقوفه إلى جانب ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو، فإنه يؤكد على ما يلي:
– يرى أنه من الواجب على الأنظمة القديمة والجديدة بشمال افريقيا أن تقر بأمازيغية المنطقة من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، حفاظا على قيم ومبادئ الأمازيغ في التعايش والتسامح والإخاء، بدلا عن الإنفتاح اللامحدود على الشرق الأوسط ، ومساوئه اللامتناهية من إرهاب وتطرف دينيين وما يرتبط به من تدخل دول الشرق الأوسط في سيادة دول شمال إفريقيا والمس بأمنها الروحي ومقوماتها اللغوية، الثقافية و الحضارية والنيل من قيمها.
– يسجل بقلق كبير تنامي خطر الإرهاب بشمال إفريقيا بلاد الأمازيغ، التي كانت دائما مسرحا للتعايش بين مختلف الأديان والحضارات، وأرضا للتعدد والتسامح، وهو للأسف ما تم تجاهله في الدستور التونسي لما بعد الثورة، وما لا يتم استحضاره وتمثله في النضال ضد الإرهاب والتطرف القادم من الشرق.
– يشدد على أن ولاء عدد من دول شمال إفريقيا للمشارقة وفكرهم وإيديولوجيتهم وتضمين ذلك في السياسات التعليمية والإعلامية وغيرها، لهو من أكبر ما يشجع مواطني تلك الدول على تمثل نفس الولاء والتقديس حين يتعلق الأمر بجماعات إرهابية تحمل فكرا دينيا متطرفا، وبالتالي فوضع حد للإرهاب بالمنطقة لا يمكن أن يتم إلا بإعادة الاعتبار لمقومات المنطقة الثقافية والحضارية، مع ما يقتضيه ذلك من تكريس خصوصيتها وتميزها التاريخي عن بلدان المشرق واستثمار قربها الجغرافي من أوروبا، بدل الإصرار على الولاء لأفكار ومشاريع وإيديولوجيات عقيمة كالقومية العربية وما يرتبط بها من أوهام الوطن العربي الواحد والأمة العربية الواحدة التي لا تتحدث إلا لغة واحدة، وهي أوهام لم تجني من ورائها دول شمال إفريقيا سوى التوتر العرقي والإرهاب الديني والأرثودوكسية الإيديولوجية والتخلف بمختلف أشكاله.
وإذ يجدد التجمع العالمي الأمازيغي في الأخير وقوفه إلى جانب ضحايا الهجوم الإرهابي بتونس، فإنه يسجل بأسف بالغ مجريات الواقع الليبي وتجاهل الدور والوجود الأمازيغي في ذلك البلد ومحاولات تعميم تهم الإرهاب، والصمت الدولي عن مختلف أنواع التدخلات الخارجية في ذلك البلد خاصة من قبل دول الخليج.