الاعتزاز والتباهي بالألقاب من بقايا سيادة روح القبلية في البادية وعصبياتها

0

يبدو أن لكل دولة تاريخ ولكل سؤال يستدعي الكثير من المناقشات والجدل الذي يمكن أن يقودنا إلى نظريات فلسفية وفكرية بمعنى الشرخ المؤلم الذي تعانيه بعض الدول

يبدو أن لكل دولة تاريخ ولكل سؤال يستدعي الكثير من المناقشات والجدل الذي يمكن أن يقودنا إلى نظريات فلسفية وفكرية بمعنى الشرخ المؤلم الذي تعانيه بعض الدول العربية الآن وتئن تحت وطئته بين الانتماء للمدينة من ناحية وبين الولاء لقيم البداوة من الناحية الثانية.

تتجسد القيم الصحراوية الجرداء مثلا في الاعتزاز والتباهي الذي يعكسه الإنسان الحضري العربي بانتسابه للصحراء الأمر الذي يدل كما أرى على أن البادية هي التي تحكم المدينة في العالم العربي، يبدو أن الغالبية العظمى من المدن العربية كانت قرى قبل أن تتضخم على حساب الجوار القروي كي تخرج من قرية ضخمة يفضل سكانها تربية الماشية والخيول والأبقار والنعناع على التعامل مع السيارة ووسائل النقل العام من طائرة إلى القاطرة والترمواي بينما يستبدلون الديوانيات بالمقاهي وألعابها.

علينا أن نعيد تقييم الذات ليس فقط قوة وسيادة قيم القرية وأنماطها السلوكية التي هي قيم وأنماط طالما تبخترنا بالمحافظة عليها تحت عناوين من نوع نظرية التراث..، سؤال يثير الانتباه هنا هو هل الأنظمة السائدة في المدن العربية يقودها مدنيون بالمعنى الصحيح للكلمة من نواحي القيم المستنيرة في دواخلهم ومن نواحي وأفاق فكرية وثقافية أم أن اغلب هؤلاء يحتفظون بقيم لا مدنية بل قروية أو بدوية غير قادرة على تحمل التوسع المدني أو المديني الذي يطرأ على العقليات قبل أن تتجسد في بناء الجامعات الكبيرة والأبراج العالية من بين سواها من مشتملات غربية كالمراقص والنوادي الليلية وكظواهر الاختلاط في جميع نواحي الحياة هي أسئلة تستحق التأمل والارتدادات الفكرية الذكية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.