نشرت يومية الناس في عددها لنهاية الأسبوع الأخير مقالا عن تنظيم الدولة الإسلامية،واختارت للمقال في صفحتها الرئيسية صورة لأم آدم المجاطي رفقة إبنها إلياس
نشرت يومية الناس في عددها لنهاية الأسبوع الأخير مقالا عن تنظيم الدولة الإسلامية،واختارت للمقال في صفحتها الرئيسية صورة لأم آدم المجاطي رفقة إبنها إلياس بلباسها العادي وهي تضع النقاب،وفي إطار داخل الصورة نشرت صورة أخرى لها وهي مكشوفة الوجه. الظاهر أن الصورة هي صورة ملتقطة لأجل إعداد وثائق البطاقة الوطنية،وهو ما يدفعنا للتساؤل عن الطريقة التي حصلت بها الجريدة على هذه الصورة؟! ولماذا لم يتم احترام خصوصية هذه المرأة التي اختارت أن تغطي وجهها عن عموم الناس؟ ولماذا نشرت الصورة بعد خروجها خارج المغرب؟ هل خشية أن ترفع ضدها دعوى قضائية؟! بل أنا أجزم أنها لن تستطيع القيام بهذا التصرف الجبان وأم آدم لازالت في الديار المغربية.
إن خلافنا مع أم آدم واختياراتها لا يجعلنا نسلم بالتجاوز في حكم شرعي تتعبد الله به وتعتقد أن ستر وجه المرأة أمر واجب وعليه فلا يجوز كشف وجهها، فكيف بنشر صورتها ليرى ذلك ملايين الناس، بل أي مصلحة في نشر صورتها غير التشويه والمهاجمة؟ فهل صارت صحافتنا التي تغيب عنها المصداقية والنزاهة في نشر الأخبار والتقارير تقدم حتى هذه الخدمة الخسيسة؛ وبدل أن تكون في خدمة الناس وتوجيههم إلى الصواب وتنبيههم إذا ما أخطأوا صارت تخدم مشاريع مهاجمة الناس وتشويه صورتهم لخدمة سياسة بعض الجهات التي تدفع لها والتي تحارب الحركات الإسلامية وتضيق عليها.
إن كشف وجه أم آدم على صفحة هذه الجريدة اعتداء صارخ على حقها في الستر وعلى خصوصيتها واختيارها وهو عنف إعلامي شبيه بما لو تعرضت هذه المرأة إلى اعتداء في الشارع وقام المعتدي عليها بكشف وجهها بل عمل الجريدة أشد لأن مجال رؤيتها أوسع خصوصا وأنه تم نشر ذلك في الأنترنيت.
إنني كمغربي مسلم أغار على زوجتي وأختي من مثل هذا التصرف، أستنكر هذا الفعل الدنيء الذي لا تراعي فيه الصحافة العميلة لا حرمة ولا خلق… وأعتبره جريمة ينبغي معاقبة الجريدة عليها وهي التي تتغنى بالخصوصيات والحريات الفردية، وأنا أبرأ إلى الله من هذه الجريمة التي لا أرتضيها لأي إمرأة مسلمة مهما كان خلافي معها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إرسال تعليق