في كل حرب هناك “طابور خامس” ، وفي حرب غزة الحالية هناك طابور خامس من (الصهاينة العرب) لا يقتصر علي أسماء كتاب ومذيعين وسياسيين مصريين فقط ، ولكنها قائمة
في كل حرب هناك “طابور خامس” ، وفي حرب غزة الحالية هناك طابور خامس من (الصهاينة العرب) لا يقتصر علي أسماء كتاب ومذيعين وسياسيين مصريين فقط ، ولكنها قائمة طويلة تضم عربا من دول ، حتي وصلت سخرية شباب الإنترنت منهم أن كتبوا يغيظونهم بعد أسر المقاومة جندي اسرائيلي : “هل عزيتم صهاينة العرب اليوم فى أسر أخيهم شاؤول أرون” ؟!.
وقال عنهم د. سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنهم “عار .. يحاصرون ويشاركون في قتل أشجع من في العرب حيث أهل فلسطين“.
من هؤلاء الذين انضموا لقائمة (الصهاينة العرب) كتاب واعلاميون مصريون وخليجيون دافعوا عن العدوان الصهيوني علي غزة ، وهاجموا المقاومة وطالبوا بسحقها ، واحتفت بهم صحف وتلفزيونات اسرائيل ونشرت مقالاتهم وبثت فيديوهاتهم علي مواقعها وصحفها احتفاء بهم ، مثل : توفيق عكاشة وأماني الخياط ويوسف الحسيني وأحمد موسي ومظهر شاهين ووائل الإبراشي وأحمد موسي ولميس الحديدي وعبد الرحيم علي وعمرو أديب وحياة الدرديري ولميس جابر.
بل إن موقع (إسرائيل بالعربي) زعم أن “مواطني عشرات الدول في الشرق الأوسط والغرب على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وزعوا صورة تعبر عن تضامنهم مع الشعب الإسرائيلي تحت شعار “انا اؤيد اسرائيل” (I Stand With Israel) ومنهم مواطني الدول العربية والإسلامية إضافة إلى دول أوروبية وأفريقية ودول أمريكا الجنوبية.
ونشر الموقع عشرات الصور لأشخاص من المغرب وقطر وباكستان وإيران وأفغانستان ودول أخري عربية وإسلامية يحملون جوارات سفرهم علي يديهم مع كتابة عبارة(I Stand With Israel) علي كف يدهم!!.
سعودي : المقاومة فارغة!
وقد نشر موقع إسرائيلي ترجمة لمقال كاتب سعودي تحت عنوان : “شعارات المقاومة فارغة” ، حيث نشر الموقع الإلكتروني لمعهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط (ميمري)، وهو المعهد الذي أسسه الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي العقيد إيجال كرمون، في 19 يوليو الجاري ترجمةً إلى الإنجليزية، لمقال الكاتب السعودي عبد الله حميد الدين، المنشور باللغة العربية في جريدة الحياة بتاريخ الثاني عشر من شهر يوليو الجاري، تحت عنوان “هناك من يقول: لكي تنتصر.. لا تقاوم!” .
وعنون موقع ميمري تقديمه لترجمة المقال كما يلي: “كاتب سعودي: شعارات المقاومة فارغة؛ الطريق الوحيد لإيقاف إسرائيل هو من خلال إقامة السلام معها” .
وأضاف الموقع: “انتقد الكاتب السعودي تعامل الفلسطينيين مع الصراع. على سبيل المثال، وصف مطلبهم بتحقيق حق العودة بأنه غير واقعي، ودعوتهم لمقاطعة إسرائيل بأنها نفاق. وواصفًا كل هذا بأنه جزء من سياسة مستمرة من التدمير الذاتي، والفرص الضائعة التي ميزت عمل الفلسطينيين منذ إنشاء دولة إسرائيل. وأدان حميد الدين أيضًا سياسة إدامة معاناة اللاجئين، واصفًا إياها بالسلوك غير الأخلاقي الذي يخرب حياة الفلسطينيين ومستقبلهم” .
كما احتفت صحف إسرائيل بالمقال الذي كتبه الأمير تركي الفيصل في صحيفة (هأرتس) الاسرائيلية ، وتمنى فيه زيارة المتحف الإسرائيلي وقال أنه يسره أن يدعو الإسرائيليين لزيارة بيته في الرياض!.
محاربة المقاومة بمقالات عربية!
وفي إطار حربها النفسية والإعلامية كثيرا من تستعين إسرائيل بكتابات لكتاب ومحللين عرب يحسبون على تيار “الاعتدال الليبرالي”، أو المعادين للتيار الاسلامي ، يوجهون من خلالها انتقادات حادة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” والمقاومة الفلسطينية.
وبدأ هذا التوجه خلال العدوان الإسرائيلي عام 2008 الذي خلف نحو 1300 شهيد و5400 جريح، نصفهم من النساء والأطفال، حيث دأب موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية “التواصل” على الإنترنت على إعادة نشر عشرات المقالات لكتاب عرب يذمون “إرهاب” حركتي حماس والجهاد، ويؤكدون الاتهامات الإسرائيلية للحركتين بأنهما “ألعوبة” في أيدي “الإرهاب الفارسي“.
كما ذهبت بعض هذه المقالات إلى الإشادة بـ”ديمقراطية” دولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن أرض فلسطين المحتلة “حق لبني إسرائيل، وأرض الميعاد التي بشرتهم بها التوراة“.
واستمر نفس التوجه الإعلامي الصهيوني خلال عدوان 2012 و2014 الحالي ، حتي أن الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال قال : إن “وسائل الإعلام الجديدة وعالم التدوين يشكلون معارك جديدة في إطار الصراع حول كسب الرأي العام العالمي“، فيما وصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية الإنترنت بأنه “منطقة حرب“.
فتحت عنوان “مقالات رأي لكتاب عرب”، أعادت الخارجية الإسرائيلية نشر موضوعات من صحف عربية شهيرة، مثل “الشرق الأوسط” السعودية و”الأهرام” المصرية و”الوطن” و”الرأي ” الكويتيتين، تدين المقاومة وتؤكد وجهة النظر الإسرائيلية في أنهم السبب في اندلاع الحرب لخطفهم إسرائيليين وقتلهم.
وتعتبر مقالات “طارق الحميد” رئيس تحرير “الشرق الأوسط” في مقدمة الكتابات التي يعيد موقع الخارجية الإسرائيلية نشرها، مثل مقال بعنوان “دماء غزة.. مشروع تجاري”، ومقال “العرب يصوتون ضد حماس” .
وكان من أسوأ ما نشر مقالات الكاتب الكويتي “عبد الله الهدلق” بصحيفتي “الرأي” و”الوطن”، والتي يوجه فيها السباب للفلسطينيين ويعتبر وطنهم “أرض الميعاد” لإسرائيل حيث يقول : “أيها الجيش الإسرائيلي عليكم بالإرهابيين الفلسطينيين.. لاحقوا متمردي حماس ومعتوهيها والحمقى من قادتها والمتهورين من زعمائها المتسترين بالدين والمتاجرين به، واسحقوهم وأبيدوهم ولقنوهم درسا لن ينسوه إلى الأبد كما لقنتم حزب الله الإرهابي المهزوم عام 2006 درسا قاسيا أثخنتموهم فيه، وخلصوا غزة من سطوة الحركة الإرهابية“.
كما احتفت الخارجية الإسرائيلية بمقالات كتاب مصريين سابقين وحاليين في حربها ضد المقاومة ، مثل الكاتب أنيس منصور والكاتب حسين سراج وتوفيق عكاشة وحياة الدرديري وأحمد موسي وغيرهم.
وقد دفعت هذه التعليقات التي أطلقها كتاب وإعلاميون مصريون وعرب لمساندة الدولة الصهيونية وعدوانها علي غزة نشطاء عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر لإطلاق «هاشتاج» خاص بهذه الفئة يحمل اسم «#الصهاينة_العرب»، واعدوا قائمة للإعلاميين العرب الذين استشهدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أو الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلي بمواقفهم المؤيدة لإسرائيل أو المناوئة لحماس وأطلقوا عليها «قائمة العار».
وقالت بعض التعليقات في هذا الهاشتاج : “لن نهزم إخون القرود والخنازير إلا إذا انتصرنا على الطابور الخامس بيننا” ، ومع صورة لجنود الاحتلال يبكون قتلاهم كتب آخر يقول : الصهاينة اليهود يبكون قتلاهم وقريبا يلحق بهم #الصهاينة_العرب ، اللهم انصر حماس والمحاهدين في كل مكان” ، وقال آخر: “#الصهاينة_العرب أسوأ ثمرة للثوارات المضادة” .