استخدام الأناشيد الجهادية لتحفيز أعضاء الجماعات المسلحة

0

“الأناشيد الجهادية” جزء أساسي من ثقافة المجموعات الجهادية المسلحة، ففي عام 2009 بث تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية تسجيلاً مطولا يظهر فيه، وبشكل درامي،

“الأناشيد الجهادية” جزء أساسي من ثقافة المجموعات الجهادية المسلحة، ففي عام 2009 بث تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية تسجيلاً مطولا يظهر فيه، وبشكل درامي، كيفية “خداعهم” للمخابرات السعودية، فقد أوهموا الأمن السعودي بأن “جهادياً” يريد تسليم نفسه للأمير السعودي، وزير الداخلية حالياً، محمد بن نايف، هذا “الجهادي”، هو عبد الله العسيري، الذي فجر نفسه حين التقي الأمير، وقتل المنفذ وأصيب الأمير بجروح.

التسجيل يظهر العسيري، قبل أيام من الهجوم، وهو ينشد وسط آخرين في صحراء يمنية، ويتغنى بأن “المفخخ على الفيش”. ويعني هذا أن الصاعق جاهز للتفجير.

يحاول العسيري إلهام الآخرين ليحذوا حذوه، عبر النشيد، ولا يكاد يخلو أي تسجيل دعائي للجماعات المسلحة، من نشيد في خلفية التسجيل،ويعد النشيد أيضاً فقرة رئيسية في تجمعات أعضائها.

في الأردن وفي عرس قدم عدد من الشبان أناشيد عدة، وأنشد أحدهم – وقد علق على صدره سلاحا آليا من نوع كلاشينكوف – وكأنه يسعى للربط بين سلاحي الرصاص والكلمة.

وفي ظل حضور الكثير منهم، اعتبر أبو جندل المنشد “الجهادي” في الحفل، أن هذا “جزء من دعوة الناس للجهاد”، كما يصفه.

ويحظى النشيد الإسلامي عموماً بشعبية كبيرة في العالم العربي، وقد تطور هذا النشيد منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي خلال المدرسة الإخوانية السورية، عبر منشدين تمتعوا بشهرة كبيرة، ويقدم النشيد الإسلامي محتوى مختلفا إلى حد كبير عن النشيد الجهادي.

يقول يحيى حوى، وهو منشد سوري معروف في المنطقة العربية، إن كلا يقدم رسالته، حسب جمهوره، ورغم أن “الجهاديين” عددهم قليل، فإن “صوتهم أعلى”.

ينقسم النشيد الإسلامي حسب الأدوات الموسيقية المستخدمة، و”الجهاديون” لا يجيزون استخدام الآلات الموسيقى ومن السهل أن تجد نماذج من النشيد التقليدي، بأنواعه المختلفة، في أماكن بيع الأقراص المدمجة، والمكتبات في أي مدينة عربية.

لكن مثل هذه الأناشيد يصعب أن يجدها المرء تباع في الأسواق، بل في عالم آخر هو العالم الافتراضي، وهي الوسيلة الأكثر استخداماً، وعبرها توزع تلك الأناشيد، وقد لفت هذا التطور نظر الأجهزة الأمنية في العالم التي تتابع مثل هذه المجموعات.

يقول ألبرتو فرنانديز، منسق “التواصل الاستراتيجي ضد الارهاب” في الخارجية الأمريكية، إن الأناشيد تلعب دوراً أساسياً في “محاولة تجميل صورة المتطرفين هؤلاء وأفعالهم الوحشية، وإضفاء طابع ديني عليها“.

ويضيف فرنانديز أن الأناشيد هي “جزء مما يعرف باستخدام الجانب العاطفي-الثقافي في عمليات تبني الأفكار الراديكالية“.

وأحد أشهر المنشدين، في اليمن، وهو خولان الصنعاني، وضع على لوائح المطلوبين أمريكيا، واستهدف بطائرة دون طيار، في نوفمبر عام 2011.

وقد تحول النشيد إلى أداة أساسية في صراع هذه المنظمات، وذلك عبر تحويل أناشيد وأهازيج تقليدية، وعبر إنتاج أناشيد خاصة بها.

وتخلق الأناشيد ثقافة مشتركة لدى أعضائها، حتى إن الكثير منهم يستخدم النشيد كنغمات لهواتفهم المحمولة، وتتنوع كلمات النشيد، من الرثاء، أو التحريض، والأهم، هو التجنيد، ولا يقتصر النشيد على اللغة العربية.

ففي عام 2011، كان الشاب أريد أوكا، الألماني الذي ينحدر من أصول كوسوفية، يستمع لنشيد أنتج في وزيرستان باللغة الألمانية، قبل أن يطلق النار على جنود أمريكيين في مطار فرانكفورت عام 2011، فقتل اثنين منهم وجرح آخرين، كانت كلمات النشيد تقول: “أماه اصمدي فقد خرجت للجهاد”.

وليس النشيد، مجرد ترفيه لدى هؤلاء، بل أداة أساسية في الصراع، تورث من جيل لآخر من المنخرطين في تلك الجماعات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.