استاذ متعاقد : و “تقاتل على راسك” “تستطيعون قطف الزهور لكن لن تستطيعوا ايقاف زحف الربيع

0

الفايسبوك – عبدالحميد جباري

في كل مرة يقوم فيها الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بخطوة نضالية من أجل استرجاع حقهم المستلب في الوظيفة العمومية على وجه الخصوص و لأبناء الشعب عموما، يراسلني تلامذتي على الخاص، يستفسرون عن أحوالي في البداية ثم يسترسلون في كلامهم لمناقشة و فهم هذا الوضع البئيس الذي وصل إليه التعليم العمومي -كل الشكر والتقدير لهم-

 لكن ما يحزنني حقا أنني لمست في كلامهم نبرة الحقد للدراسة “لاش غا نبقى نقرا و في الأخير يجي واحد أقل مني فالمستوى و يضربني”،”كنت كنتمنى نكون أستاذة ولكن بعد هاذ الشي لي دارو ليكم كرهت هذ البلاد كلها” أسئلة و آراء كثيرة جعلتني عاجزا امام الأمر الواقع. أترك لهم vu في أغلب الأحوال و أمر مرور الكرام دون أن أقحم نفسي في هذه المناظرة التي أخاف أن أخرج منها خاسرا أمام تلميذ يطرح أسئلة منطقية رغم براءتها.

كيف لي أن أقنع هذا التلميذ وقد شاهد بأم عينه مئات الصور التي ستؤثر في نفسيته و منطقه ولا وعيه و ستحول دون استيعابه للمفاهيم التي أتلوها عليه. كيف لي ذلك و قد تأكد أن “دقيقة الفيديو الواحدة تعادل في تأثيرها مليون كلمة مكتوبة”. كيف لي ذلك و أنا في صراع مع الذات أحاول فيه أن أخفي آلامي الداخلية و أحاول تمرير آمالي المستقبلية في غد أفضل.

تلميذي(تي) الغالي(ة)

لن أبيعك الوهم بالجملة التي كنت أسمعها من أساتذتي عندما كنت في سنك ” قرا يا ولدي مزيان باش تخدم خدمة مرسمة و مريحة”. عزيري(تي) إن ما تدرسه و تتلقنه في المدرسة ليس من أجل الوصول فقط لمهن أنت تحلم بها. مبدئيا كل هذا سيساعدك في بناء ذاتك بالأساس، سيجعل منك مواطنا قادرا على استيعاب الأمور، تحليلها و فهمها، سيخرجك من ضلمات الجهل و سيتيح لك فرصة إدراك ما يحيط بك. هو نافذة للاطلاع على المستقبل، تتواصل به مع العلم و العالم. ستفهم أمورا كثيرة لن يفهمها من هم حولك من الذين لم يحالفهم الحظ في إكمال دراستهم أو فضلوا عدم اكمالها في وقت مضى ولا يستطيعون العودة بالزمن إلى الوراء.

أؤكد لك أن المدرسة هي فقط أحد السبل لتحقيق حلمك و ذاتك (و ليس الوحيد). و إن كان حلمك أن تكون أستاذا لتقوم بهذا الدور النبيل فلماذا تتراجع عنه بهذه البساطة. نحن لم نكن نعلم ما سيقع و أنت لا تعلم كيف ستكون وضعية الأستاذ مستقبلا نحن نناضل من أجل ذلك الآن. لذلك لماذا تتراجع عن حلمك بهذه البساطة ؟ أكمل طريقك فأنت من سيستلم المشعل كما استلمته مِمّن درسني -لهم كل الشكر و الإمتنان-

و “تقاتل على راسك”

“تستطيعون قطف الزهور لكن لن تستطيعوا ايقاف زحف الربيع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.