اتساع مبايعة داعش في المشرق والمغرب يثير الجدل ويضع نهاية لـ”القاعدة”

0

في يوليو الماضي نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية خريطة تعود لأنصار تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلامياً بـ”داعش”، يظهر فيها حدودها التي تسعى داعش

في يوليو الماضي نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية خريطة تعود لأنصار تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلامياً بـ”داعش”، يظهر فيها حدودها التي تسعى داعش إلى تأسيسها خلال السنوات القليلة القادمة.

وتظهر الخريطة الخطة التي يتبناها التنظيم فيظهر فيها توغل في الشرق الأوسط في شمال إفريقيا ومناطق من أسيا، وأجزاء أخرى من أوروبا، وأصبحت تحقيق الخريطة أمرا واقعا مع إعلان الحركات الجهادية والتنظيمات الإرهابية بمختلف دول العالم القديم مبايعة أمير تنظيم الدولة الإسلامية.

داعش” يدعو لبيعة للبغدادي

أثار الانتشار المروع لـ “داعش” ، في مناطق يسيطر عليها السنة في العراق، وإعلانها الخلافة ، تكهناتٍ بأن المجموعة سوف تحل محل تنظيم القاعدة بوصفها طليعة حركة الجهاد العالمي مع إعلان العديد من المنظمات الإرهابية ولائها ومبايعتها لأبوبكر البغدادي أو دعمها للتنظيم

وفي كلمته التي أعلن فيها قيام الخلافة الإسلامية، ونشرت يوم 29 يونيو الماضي، أشار المتحدث باسم تنظيم “داعش” أبو محمد العدناني إلى مسألة خطيرة تخص بقية المجاميع الجهادية الناشطة في العالم بالقول :” بطلان شرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطان الخليفة ويصلها جنده، فبعد هذا التمكين وقيام الخلافة بطلت شرعية جماعاتكم وتنظيماتكم. ولا يحل لأحد منكم يؤمن بالله أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة” .

كما توعد العدناني بقتال كل من لا يبايع الخليفة البغدادي داعياً إلى “شق رأس كل من يحاول شق الصف“.

جماعات باكستانية تبايع “داعش

وهناك قلق من أن الجماعات الجهادية الباكستانية، وخاصةً تنظيم تحريك طالبان الباكستان (تي تي بي)، وهي المجموعة الجهادية الرئيسية المعادية للدولة، يمكن أن تتزاوج مع داعش، وتجدد نفسها كقوة متمردة ، حيث أعلنت جماعة تحريك الخلافة الباكستانية مبايعتها لداعش، بينما ترددت حركة طالبان الباكستانية أن تتجه في المنحى نفسه وتعلن ولاءها لتنظيم داعش ،وطالبت أتباعها في المناطق التي تسيطر عليها بالعمل على إقامة الخلافة الإسلامية متعهدة بدعم التنظيم.

وجاء بيان طالبان بعد تقارير إعلامية تشير إلى حضور تنظيم “داعش” في مناطق قريبة من طالبان لاسيما في مدينة بيشاور التي شهدت عملية لتوزيع منشورات عليها اسم “داعش” منذ أسابيع ، كذلك أعلنت حركة أوزبكستان الإسلامية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، الناشطة في المناطق القبلية الباكستانية، دعمها لتنظيم “داعش” ، وقال القائد في الحركة، عثمان غازي، في بيان له “باسم كل أعضاء حركتنا ووفاء بواجباتنا، أعلن أننا في الصفوف نفسها لـداعش في هذه الحرب بين الإسلام والكفار”، إلا أن القائد لا يتحدث مع ذلك عن ولاء “داعش”، ورحب غازي برفض التنظيم الاعتراف بالحدود بين الدول، وأعرب عن أمله في أن يسيطر قريبا على فلسطين وأماكن العبادة في مكة والمدينة.

وتعد حركة أوزبكستان الإسلامية التي تأسست في تسعينيات القرن الماضي، منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وحسب الأمم المتحدة فإن عددا من قادتها احتلوا مراتب عليا في صفوف القاعدة.

الجماعات الجهادية بشرق آسيا

كذلك انضمت الحركة المتطرفة لأبو سياف في جنوبي الفليبين ومجاهدي شرق إندونيسيا إلى مبايعة أبو بكر البغدادي بهدف إنشاء دولة إسلامية مزعومة في المنطقة، وبايعت جماعة أبو سياف الجهادية في جنوبي الفليبين أبو بكر البغدادي في فيديو ظهر فيه الشيخ اسنيلون هابيلو،  وتهدف الجماعة إلى إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مينداناو.

كما أعلن سانتوسو زعيم شبكة مجاهدي شرق اندونيسيا مبايعته أبو بكر البغدادي “خليفة” دولة الخلافة،  ودعمت حركات اندونيسية متطرفة عدة  داعش” على رأسها منتدى نشطاء الشريعة الإسلامية وحركة الإصلاح الإسلامية.

وأيضا أعلنت حركة “مقاتلو بانجسمورو الإسلاميين المدافعين عن الحرية”، المنسوبة لمجموعة بانجسمورو الإثنية في الفليبين، مبايعتها لداعش.

 وأُنشئت الحركة عام 2008 بعدما انشقت عن “جبهة التحرير الإسلامية لشعب المورو” عندما وقعت الأخيرة اتفاق سلام مع الحكومة الفلبينية.

داعش”يسيطر علي جماعات العراق

خارطة البيعة للتنظيم المتشدد بدأت تتسع سيما بعد إعلان مبايعة تنظيم “أنصار الإسلام” الكردية في شمال العراق لتنظيم داعش، وهى المبايعة التي شكلت مفاجأة بعد أن شهدت الفترات السابقة صراعات مسلحة عنيفة بين الجانبين حول النفوذ والموارد الاقتصادية.

وبين العراق وسوريا حيث يسيطر تنظيم “داعش” على مناطق شاسعة انشق تنظيم “خراسان”- وهو جماعة متشددة تنتمي لتنظيم القاعدة- وبايع على لسان المتحدث الرسمي باسمه أبو دجانة الأفغاني، أبو بكر البغدادي، وذلك في أحد أحدث فصول التنافس بين تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية على زعامة التشدد الإسلامي.

جبهة النصرة بسوريا

وكان من الملاحظ أيضا مبايعة سرية تابعة لجبهة النصرة لتنظيم “داعش” المنافس في بلدة حدودية سورية؛ مما يعزز سيطرة التنظيم على جانبي الحدود بين العراق وسوريا.

القاعدة في اليمن والجزيرة العربية تبايع “داعش

كذلك جاءت خطوة انشقاق القيادي في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، المطلوب للأجهزة الأمنية السعودية، أنس النشوان، لتؤكد احتمالات الانشقاق التنظيمي للقاعدة، فالنشوان أحد القادة الشرعيين الشباب للقاعدة أعلن بعد وصوله إلى سورية مبايعته لـ “داعش” ،ليشكل ذلك ضربة معنوية قوية تجاه تنظيم القاعدة ، وأعلن تنظيم “داعش”، عن مبايعة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، لأبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، ونشر التنظيم فيديو مصورا يبين فيه مبايعة القاعدة وعناصرها لداعش، فيما قالت إنهم يخشون من زعيم القاعدة ناصر الوحيشي، الذي رفض مبايعة البغدادي، أن يحارب أتباع البغدادي في اليمن.

دعوة التوحيد والجهاد تلبي دعوة “داعش

وفى الأردن، أعلن منظرا التيار السلفي الجهادي أبو محمد المقدسي وأبو قتادة في بيان حمل توقيع “أبناء دعوة التوحيد والجهاد في الأردن” مبايعتهما لداعش،  وأطلق البيان على داعش تسميات “قلعة الإسلام” و”حصن التوحيد” وعلى جنود التنظيم “رأس حربة المسلمين“.

جماعات في مصر تبايع “داعش

 

وفي مصر كان هناك جماعات تبايع أبو بكر البغدادي قائد تنظيم الدول الإسلامية ، فقد أعلنت جماعة” جند الخلافة بأرض الكنانة” أنها فرع من تنظيم “داعش”، وبايعت أميرها أبو بكر البغدادي، وهددت أمريكا وحلفاءها بتفجير سفاراتهم وقطع رؤوس رعاياهم، وقتل جنود الجيش والشرطة في مصر، واصفين إياهم بالكفرة، حسب البيان.

كما أعلن عدد من أعضاء تنظيم بيت المقدس في سيناء، مبايعتهم لتنظيم “داعش”، ونشروا صورًا لهم وهم يحملون لافتات يحثون فيها قيادات التنظيم في سوريا والعراق، على الاستمرار في أعمالهم، وحملوا لافتات مكتوبًا عليها: “لا خير فينا يا أهل مصر إن لم تنتصر الدولة الإسلامية في العراق والشام“.

جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة السلفية

وفى السودان أعلنت جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة السلفية ، المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين مبايعتها أبي بكر البغدادي، واعتبرت الجماعة التي يتزعمها سليمان عثمان أبو ناور وانشقت عن الإخوان في 1991 أن إعلان الدولة الإسلامية “فرصة عظيمة لتوحيد المسلمين“.

أنصار الشريعة في ليبيا

وفى ليبيا قرر تنظيم أنصار الشريعة مبايعة تنظيم “داعش” ما يهدد الجهود الأممية الساعية إلى إطلاق الحوار بين الأطراف الليبية المتناقضة، وأقامت ميليشيات تنظيم أنصار الشريعة الليبية، المحسوبة ضمن مجلس شورى شباب درنة، استعراضًا عسكريًا، مع إعلان التنظيم درنة إمارة إسلامية، ودعا إلى تجمّع جماهيري في ساحة الصحابة وسط درنة الأحد لإبلاغ السكان بقرار مبايعته تنظيم “داعش“.

أنصار الشريعة و كتيبة عقبة بن نافع

وفى تونس أعلن زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس “سيف الدين الرايس” مبايعته أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في يوليو، ودعا الرايس أنصاره إلى نصرة “إخوانهم المسلمين في العراق وسوريا”، وأعلنت كتيبة عقبة بن نافع الجهادية في تونس انشقاقها عن تنظيم القاعدة ومبايعتها تنظيم داعش الشهر الماضي. يذكر أن السلطات التونسية تطارد مقاتلي الكتيبة في مناطق جبلية على الحدود مع الجزائر، خصوصا جبل الشعانبى الذي يعد معقلا لهذه المجموعة الإسلامية المسلحة.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي قالت فيه السلطات التونسية إن مجموعات إرهابية تهدد الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستنظم خلال أكتوبر الجاري ونوفمبر المقبل، لتنهي مرحلة انتقالية مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

جند الخلافة

وفى الجزائر، وبعد انشقاقه عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أعلن أمير منطقة الوسط في تنظيم القاعدة خالد أبو سليمان انشقاق جماعة “جند الخلافة” في الجزائر عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومبايعة داعش.

بوكو حرام

وفى نيجريا أعلن زعيم جماعة “بوكو حرام “المسلحة “أبو بكر شيكاو” دعمه لـ”داعش” ، وهنأ تنظيم “داعش”، على ما وصفته ب”النصر” معلنة مبايعتها له واستعدادها للعمل إلى جانبه، ما يعني انقسام أكبر الحركات الجهادية في الرأي.

الحركة الجهادية

أما في إفريقيا جنوب الصحراء، وتحديدا فى موريتانيا، يتوقع الخبراء أن يعلن عدد من قادة الحركة الجهادية الموريتانية الالتحاق بداعش و مبايعة البغدادي خليفة للمسلمين، و يمكن أن تسري عدى المبايعة نحو بقية تنظيمات الجهاد في مالي و إقليم الازواد كحركة أنصار الدين و تنظيم التوحيد و الجهاد، ويرجح مراقبون أن تعلن حركة شباب المجاهدين الصومالية موقفها النهائي من “الخليفة الجديد” في الأيام القليلة القادمة.

المشهد الآن

يري متابعون أن إعلان داعش دولة الخلافة قد يكون نهاية تنظيم القاعدة، ونهاية رؤية بن لادن وتركته، لتصبح هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب ليس على الغرب فحسب بل على تنظيم القاعدة أيضا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.