إصلاح منظومة العدالة

  • بتاريخ : 23 أغسطس، 2014 - 15:44
  • الزيارات : 5
  • قناة ريحانة برس على اليوتيوب

    إصلاح “منظومة العدالة” عنوان كبير، طالما تحدث عنه الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب. فمن حين لأخر  يطلع علينا وزير العدل وأتباعه عبر قناة تلفزيونية ،أو

    عمر محب / نقابي وحقوقي

    إصلاح “منظومة العدالة” عنوان كبير، طالما تحدث عنه الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب. فمن حين لأخر  يطلع علينا وزير العدل وأتباعه عبر قناة تلفزيونية ،أو جريدة، شارحا، مبينا ، مفسرا ومفصلا بنود خطة طريق” إصلاح  منظومة  العدالة” .

    كم هو جميل ومفرح ، لو أن تلك  التحليلات  والتفسيرات والأفكار والنصوص  والبنود ، يتم تنزيلها على ارض الواقع . فحتما سيكون المغرب البلد الأول في تطبيق العدل والإنصاف . لكن الواقع شئ آخر  مخالف تماما لما يروج له .
    فالذي جعلني اكتب هده السطور  هو المعاناة التي عايشتها بصفتي وكيلا لفتاة يتيمة ، أبرمت عقد نكاح ، إلا أن عدم التفاهم مع الخاطب ، دفعهما إلى اللجوء إلى فسخ عقد الزواج قبل الدخول ، وبتراض تام بين الطرفين ، فلجأت  إلى قضاء الأسرة  رفقة الفتاة لاستخراج وثيقة لإتمام فسخ العقد ، ولم نتمكن من دلك ، رغم بساطة المسطرة القانونية، على اعتبار أن الطرفين توافقا وتراضيا على فسخ العقد . فأكثر من شهر ونحن نتردد على محكمة قضاء الأسرة دون جدوى .
    فالعراقيل تبدأ من البوابة ، حيث ” رجل الحراسة – ورجل الأمن – ومخازني “.
    فهؤلاء الثلاثة ، يتجاوزون المهام الموكولة إليهم ، ليصبحوا متدخلين في كل شاذة وفادة،  إلى حد ترهيب المواطنين والتضييق عليهم، فيكفي أن ادكر أنهم أرغموني على الانتظار خارج المحكمة ، بينما أنا وكيل الفتاة ومن حقي الوقوف  بجانبها ومساعدتها .
    فتصرفات هؤلاء وتجاوزاتهم واستفزازاتهم ، يهدفون من ورائها إرغام البسطاء على دفع رشوة لقضاء أغراضهم .
    أما العنصر البشري فهو غير كاف ، حيث تجد موظفا بقضاء الأسرة توكل  إليه أكثر من مهمة . مما يعطل السير العادي والمتضرر الأول والأخير هو المواطن.
    كثيرا ما نسمع عن نساء  “معلقات” لاهن متزوجات ولاهن مطلقات .
    وكثيرا ما نسمع أن أشخاص لجؤوا الى زواج ” الفاتحة” فيصبح أبنائهم بلا هوية . أتدرون لمادا…؟؟؟
    انه قضاء الأسرة . هو السبب الأول والأخير . لا يسهل المساطر أمام المواطنين ، ويستحيل أن تحصل على وثيقة في يوم واحد، أو أسبوع، وحتى في شهر .
    إن قضاء الأسرة يتماطل في إبرام عقود الزواج، وفي فسخ عقود النكاح، والنتيجة كما نرى، نساء حائرات تائهات  وأطفال ثمرة زواج الفاتحة بدون هوية .
    لقد أقدم مجموعة من القضاة على تقديم استقالتهم  فتحية إجلال لهم على الشجاعة التي تحلوا بها  وهم على صدق فيما أقدموا عليه  لان إصلاح منظومة العدالة هي مجرد نصوص سوداء على أوراق بيضاء للترويج والتمويه والخداع. ولكن حبل الكذب مهما طال فهو قصير .