رغم الحملة الدعائية الكبيرة التي واكبت الإعلان عن دخول صندوق دعم الأرامل حيز التطبيق والارتياح الكبير الذي خلفه هذا الإعلان لدى أسر الأيتام خاصة في
محمد بوطاجين–
رغم الحملة الدعائية الكبيرة التي واكبت الإعلان عن دخول صندوق دعم الأرامل حيز التطبيق والارتياح الكبير الذي خلفه هذا الإعلان لدى أسر الأيتام خاصة في ظل الأوضاع المزرية التي تعيشها هذه الشريحة إلا أنه بعد الكشف عن شروط الاستفادة اتضح أن هذا البرنامج سيحرم عدد كبير من الأيتام من الاستفادة مما يكشف عن عدم الجدية في إنجاح هذه المبادرة حيث وضعت شروطا مجحفة وظالمة لتقليص عدد المستفيدين من الأيتام في تناقض صارخ مع مبدأ التكافل والتضامن الذي أنشئ من أجله هذا الصندوق ،فبعد مضي بضعة أشهر على انطلاق هذه العملية والشروط المطلوبة للاستفادة من هذا البرنامج أعلن أن الأرامل المسجلات ضمن برنامج تيسير الموجه لأطفال المدارس بالجماعات الفقيرة وكذا الأرامل المستفيدات من المعاش لن يشملهن هذا الدعم ،ومن المعلوم أن الأيتام المسجلين في برنامج تيسير لدعم التمدرس يستفيدون من دعم يتراوح بين 60 درهم إلى 150 درهما لكل شهر في حين أن صندوق دعم الأرامل يمنح الأيتام دعما بقيمة 350 درهم لكل شهر ومن خلال هدا يتضح الفرق الكبير بين الفئتين.
من جهة أخرى فإن الأيتام الدين تستفيد أمهاتهم من المعاش أو الضمان الاجتماعي لن يحصلوا على أي دعم من هذا الصندوق علما بأن الضمان الاجتماعي ليس منة لا من الحكومة ولا من أي جهة وإنما هو اقتطاع من أجر الأباء خلال فترة عملهم أثناء حياتهم يتم صرفه خلال مرحلة التقاعد أو الوفاة ،وبالإضافة إلى هذه الحالات هناك حالات أخرى ثم حرمانها من الاستفادة من دعم هذا الصندوق مما يكشف أن المشرفين على إعداد القانون المنظم له لم يدرسوه بالشكل المطلوب ،وفي ظل هذه الاختلالات التي طبعت مسطرة صندوق دعم الأرامل والذي نتج عنه ظلم كبير للعديد من الأيتام خاصة المنتمين إلى العالم القروي فإنه من الواجب على المنظمات والجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي التحرك من أجل حث الحكومة على تعديل هذه الشروط وفتح باب الاستفادة أمام الدين تم إقصاؤهم لأسباب غير قانونية وغير موضوعية ،والغريب في الموضوع هو سكوت المعارضة البرلمانية وعدم إعتراضها أو طلبها تعديلات بخصوص المسطرة القانونية للاستفادة من هذا الصندوق علما أنها تثير الضجة حول قضايا وإشكالات أقل بكثير من هذا الموضوع فهل لديها إطلاع بهدا الموضوع أم أنها جاهلة به أم أن رئيس الحكومة قرأ عليها الآية الكريمة * وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم.