تحدث أبو حفص لموقع” ريحانة برس” في حوار أجرته معه عن أن مراجع السلفية عديدة تعتمد بالأساس على السنة وكتبها لأهل الحديث وأهل الفقه ونظريات سياسية، وبين
تحدث أبو حفص لموقع” ريحانة برس” في حوار أجرته معه عن أن مراجع السلفية عديدة تعتمد بالأساس على السنة وكتبها لأهل الحديث وأهل الفقه ونظريات سياسية، وبين أن كتب ابن تيمية فيه كلام متعارض في كثير من الأحيان ومع ذلك لا يقبل التيار السلفي تخطئته، وأشار إلى أن السلفية أنواع فهناك العلمية والجهادية والحركية وكل له مرجعه مما يؤدي لنوع من التشظي والانقسام بين التيار السلفي عموما يصارع بعضه بعضا.
أجرى الحوار/ عبد الفتاح الحيداوي
ما هي أهم الكتابات التي تمثل إطارا مرجعيا لتأطير فكر السلفية ويضع لهم لبنات البناء الفكري والعقدي ؟
مراجع قديمة عرفت بأسماء مختلفة تحيل إلى أن ما فيها هو السنة، ككتاب (السنة) لعبد الله بن أحمد و(السنة) للخلال و (الشريعة للآجري) و (أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ) لللالكائي و غيرها من الكتب التي هي مزيج بين اختيارات عقدية لتيار أهل الحديث، و فقهيات وقع الخلاف فيها مع الطوائف المعارضة، و نظريات سياسية احتاجتها السلطة كالحديث عن طاعة ولي الأمر و تثبيت حكم المتغلب
النوع الثاني من مراجع هذا التيار كتب الشيخ ابن تيمية رحمه الله، الذي لا يقبل غالب المنتمين للتيار معارضته أو تخطئته، و ينتصرون له في كل المعارك التي خاضها ضد مخالفيه، مع ضرورة أن أنبه إلى أن لابن تيمية في كثير من الأحيان كلام متعارض ، وهذا طبيعي لشخص ترك كل تلك المؤلفات و تصدى لنوازل الأمة، لكن الغير طبيعي هو تقديس البعض لكل تلك الأقوال قديمها و جديدها ، أو ممارسة الانتقائية فيها بما يتناسب مع اختياراته و توجهاته وميولاته النفسية.
ثم كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
وما هي أهم المراجع المعتمدة لهذا التيار تاريخيا وفي العصر الحديث ؟
هذا يعتمد على تقسيمات السلفية وتياراتها فلكل مرجعه و لكل قدوته و لكل رموزه، فللسلفية العلمية رموزها الكبار كالمشايخ المعروفين بن باز و بن عثيمين و الألباني رحمهم الله، و للجهادية رموزها أيضا كابي قتادة و أبي بصير و المقدسي، وللحركية محمد قطب سفر الحوالي و عبد الرحمن عبد الخالق و غيرهم، هذا على سبيل التمثيل لا الحصر.
كيف يتكون المرجع الفكري لدى السلفية؟
هذه فعلا إشكالية، صعب الحديث عن مرجع للتيار السلفي بحكم التشظي الكبير له، وانقسامه اللامتناهي لفرق و طوائف يصارع بعضها بعضا في الغالب، و بالتالي يستحيل الإجماع على مراجع معينة سوى المراجع التاريخية كابن تيمية أو ابن عبد الوهاب، وبحكم العقلية السلفية التي تبنى على عدم تقديس أي احد وعلى إمكانية الجرأة على أي أحد و مهاجمته.
وكيف تتعامل السلفية مع فكرة المرجع أصلا؟
لا تتعامل معه تعامل التيارات الأخرى مع المرجع، فهي تربى على رد قول أي كان مهما علت رتبته، وهو أمر نظريا ومبدئيا سليم ومضبوط، لكنه للأسف في غالب هذه التيارات يتعدى عدم القبول إلى التجريح و الطعن و إلغاء المرجعية نفسها.
إرسال تعليق