قتل 14 جنديا تونسيا عل الاقل الأربعاء في المواجهات التي تلت هجوما “إرهابيا” على جبل الشعانبي بالقرب من الحدود مع الجزائر، حيث قوات الأمن تتعقب جهاديين
قتل 14 جنديا تونسيا عل الاقل الأربعاء في المواجهات التي تلت هجوما “إرهابيا” على جبل الشعانبي بالقرب من الحدود مع الجزائر، حيث قوات الأمن تتعقب جهاديين مفترضين، بحسب حصيلة جديدة لوزارة الدفاع.
وأعلن المكتب الإعلامي للوزارة صباح الخميس أن “الحصيلة ارتفعت إلى 14 جنديا وهي مرشحة للارتفاع”.
وكانت وزارة الدفاع التونسية أعلنت أن أربعة من عناصر الجيش قتلوا في المواجهات في ولاية القصرين (وسط غرب).
وقال رشيد بوحولة المكلف بالإعلام في الوزارة أن “حصيلة جديدة للمواجهات مع المجموعات الإرهابية تفيد بأربعة قتلى في صفوف الجيش الوطني”.
وتابع بوحولة أن “عمليات إجلاء الجرحى ومطاردة الإرهابيين مستمرة”.
ولفت التلفزيون الرسمي إلى أن عملية البحث عن الضحايا تواجه صعوبات كون الهجوم وقع ليلا.
وهذه أكبر حصيلة من القتلى تسقط في هجوم منذ أن بدأت جماعات إسلامية متشددة تشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة منذ ثلاث سنوات بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في انتفاضة انتقلت إلى أرجاء الشرق الأوسط.
وقال مفدي المسدي، المتحدث باسم رئيس الوزراء، إن عمليات مطاردة تجري حاليا في جبال الشعانبي الواقعة على الحدود مع الجزائر.
وأمام مستشفى القصرين، حيث نقلت جثث القتلى، تجمع مئات الغاضبين من بينهم عائلات القتلى الذين كانوا يبكون بينما منع دخول الصحفيين والمصورين للمستشفى.
وفي مثل هذه الفترة من العام 2013 في شهر رمضان قتل متشددون في جبل الشعانبي ثمانية جنود ذبحا في هجوم صادم.
وقال سهيل الشمنقي، وهو قائد ميداني كبير في القوات المسلحة، للصحفيين “خلال الهجومين المتزامنين على دوريتين للجيش بأسلحة رشاشة وقذائف ار.بي.جي. خمسة من جنودنا قتلوا بالرصاص وتسعة آخرين حرقوا بعد سقوط قذائف”.
وأضاف أن جنديا آخر مازال مفقودا، مضيفا في رد على إمكانية اختطافه واحتجازه رهينة لدى المسلحين “كل الاحتمالات واردة”.
وذكر الشمنقي أنه من بين الجنود الجرحى ثلاثة في حالة حرجة.
وقال رئيس أركان جيوش البر محمد صالح الحامدي “هؤلاء الإرهابيون سيضربوننا ولكن سننتصر والدولة ستنتصر لن نرمي المنديل.”
وأعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، بينما يعتزم رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة توجيه كلمة للشعب التونسي في وقت لاحق الخميس.
وفي الثاني من يوليو/تموز قتل 4 جنود في انفجار لغم مرت عليه سيارتهم بجبل ورغة في ولاية الكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.
ومنذ نهاية 2012 يتحصن مسلحون تقول السلطات انهم مرتبطون بتنظيم القاعدة في جبل الشعانبي.
ورغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي، لم تتمكن قوات الامن التونسية والجيش حتى الآن من السيطرة على المسلحين المتحصنين بالجبل.
ومنتصف حزيران/يونيو، اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي للمرة الاولى أن هؤلاء المسلحين تابعون للتنظيم.
وتقاتل القوات التونسية متشددين من جماعة أنصار الشريعة المتطرفة ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة وخاصة منذ ابريل/نيسان عندما بدأت هجوما جديدا على مخابئ المتشددين في جبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر.
وسادت حالة من الغضب والصدمة الشارع التونسي بعد هذا الهجوم الدموي. وقطعت كل وسائل الاعلام برامجها وبدأت بث الاغاني الوطنية وركزت على إذاعة النشرات الاخبارية.
وألغت وزارة الثقافة كل الانشطة الثقافية والمهرجانات لمدة ثلاثة ايام بعد الهجوم.
وفي الفترة الصباحية للبورصة هبط مؤشر تونداكس بنسبة 0.33 بالمئة وسجلت 24 شركة خسائر.
وهذه الهجمات من شأنها ان تضرب صناعة السياحة في تونس التي يعتمد اقتصادها على ملايين السياح الغربيين الذين يتدفقون سنويا على البلد الصغير الواقع في شمال افريقيا.
ومنذ انتفاضة عام 2011 والإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي وبدء الديمقراطية تكافح تونس حركات اسلامية متطرفة تحاول فرض تفسيرها المتشدد للإسلام في إحدى أكثر الدول العربية علمانية.
وبعد مقتل اثنين من قادة المعارضة على أيدي متشددين إسلاميين العام 2013 أعلنت تونس أنصار الشريعة جماعة ارهابية. وأعلنت الولايات المتحدة الجماعة أيضا منظمة ارهابية أجنبية.
ونشرت السلطات آلاف الجنود في منطقة جبل الشعانبي النائية في ابريل/نيسان لطرد المتشددين. واشتبكت أنصار الشريعة مرارا مع قوات الأمن وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في المنطقة أيضا مسؤوليته عن هجمات في تونس.
إرسال تعليق