ديوان أول للكاتبة مريم من بخثة،التي عرفت بالكتابة في مجال القصة والرواية والسرد..قدم للديولن الدكتور/مصطفى سلوي الذي نقتطف من مقدمته الفقرات التالية:لقد
موقع ريحانة بريس توصل من دار الوطن بمجموعة من الاصدارات
ديوان أول للكاتبة مريم من بخثة،التي عرفت بالكتابة في مجال القصة والرواية والسرد..قدم للديولن الدكتور/مصطفى سلوي الذي نقتطف من مقدمته الفقرات التالية:
لقد استطاعت مريم بن بختة، وهي الساردة التي عرفَتْ مضايِقَ الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، أن تكتب الشعر وُفْقَ رؤيةٍ تأملِيَّةٍ، تُبْحِرُ في أعماق الدلالة، دون أن تُضَحِي بالجوانب الفنية التي ظهرت في قصائد الديوان عذبة رائقة؛ بِما انْطَوَتْ عليه من مجازاتٍ، وما تَشَكَّلَتْ منه من رموز وأساطير واستعاراتٍ. ومِنْ أَبْرَزِ ما يَلْفِتُ الانتباهَ في نصوص هذا الديوان، أنَّ مريم بن بختة هي التي تَخْلُقُ بنفْسِها أساطيرَها ورُموزَها؛ إذْ تَنْحَتُ صُوَّرَها مِنَ الحياةِ الواقعية التي تعيشُها. لهذا لَنْ يَجِدَ قارئُ هذا الديوان غموضاً أو إبْهاما أوْ تعْقيدا في نُصُوصِهِ؛ مادامتِ المعاني المطروحةُ في المتون مألوفةً لديه؛ يكادُ يُصادِفُها كُلَّ يومٍ، فَقَط أَلْبَسَتْها مريم بن بخثة فَساتينَ جميلة زاهية الألوانِ، أخَذَتْها مِنْ دولابِ اللُّغَةِ.
وهذا ما يَمْنَحُ هذه الباكورةَ الأولى، في مجالِ الكتابةِ الشعريةِ، خُصُوصِياتِها الموضوعاتية والبنائية، بالإضافة إلى الخصوصياتِ الفنِّيَّةِ التي جَعَلَتْ مِنْ لُغَةِ هذا الديوانِ فُسَيْفِساءَ مِنَ المعاجم اللغوية الدلالية؛ إذْ مِنْهَا ما يَمْتَحُ مِنَ الطبيعَةِ الغَنّاءِ الَّتي نَشَأَتِ الشّاعِرةُ وَسْطَها، وَمِنْها ما يَمْتَحُ مِنَ حَياة الناّسِ وَمُعَامَلاتِهِمْ لِبَعْضِهِمُ الْبَعْض، وَمِنْها مَا يَنْسِجُ خُيوطَ مَتْنِهِ مِنْ الْوَسَطِ التَّأَمُلِيِّ التَّعَبُدِيِّ الَّذِي تُجَلِّلُهُ صُورُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ وكُلّ مَا لَهُ عَلاقةٌ بالتَّأَمُلِ والغَوْصِ في الأعْماقِ..
من مقدمة الديوان الدكتور مصطفى سلوي
كلية الآداب/ جامعة محمد الأول- وجدة
نقتبس من ديوان حديث الليل هذه القصيدة.
أيها المنسي
اليوم أنفض عن عباءتي
بعض الغباء و أحرفا
تاهت مني ذات مساء.
تنكشف لي سوءة الليل
من غير رتوش النهار.
كفتاة ليل عند إشراقة الفجر
بلا ألوان ليس لنا إلا السراب
نمتشقه كلما هممنا بالرحيل
إلى جوف الأحلام.
يا أيها المنسي
تحت ظلال الصمت
و الحرف المسكون بالموت
عرِّ عن نورك
و ارسم فوق تلال الروح
شامة النصر..
يا أيها المنسي
على موائد الجبن
و طأطأة رؤوس الجلادين
غنّ لغصن الزيتون
أغنية الربيع المقبل
و لطفلك الذي طواه الثرى
مازال سيزهر.
يا أيها المنسي
لم نحتفل بك في عيد الحب
لأننا شغلتنا الأهواء
عن هواك..
و فرحة العيد الجديد
انتعلناها حزنا صامتا
لم يبك.
يا أيها المنسي
ضمد جراحك على جبين العمر
و اجمع أشلاء جسدك المرمي
في الساحات.
تقبل منا قبلات و فرحا مغمسا بالخيانة
فليلنا مازال نائما في سبات الألف عام.
إرسال تعليق