المطبلون للمراجعات

  • بتاريخ : 13 يونيو، 2014 - 16:01
  • ” قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً

     

    ” قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا “

     

    لفضيلة الشيخ

    أبي أيوب الأنصاري

    ~ حفظه الله ~

    مراجعه فضيلة الشيخ

    أبي أحمد عبد الرحمن المصري

    ~ حفظه الله ~

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبيّنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، أما بعد:

    فقد بعث الله عز وجلّ رسله بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدِّينِ كلِّه ولو كره الكافرون ، وجعل دون ظهور الدين ونصر المؤمنين ابتلاءاتٍ وتمحيصًا لحكمةٍ بالغةٍ منه ، وما خلق الله الموت والحياة إلاّ ﴿ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً﴾.

    ولئن تاقت نفوس المُؤمنين إلى النصر واستعجلوه ، فإنّ لله في تأخيره حكمًا عظيمةً ، ولطفًا منه بعباده المُؤمنين ، ﴿وليُمحّص الله الّذين آمنوا ويمحق الكافرين﴾ ، فلو توالت الانتصارات فلم تتوقف وكان اليوم خيرًا من أمس ، والغد خيرًا من اليوم ، لدخل الصف الموحّد من ﴿لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة﴾ ، و﴿ما كان الله ليذر المُؤمنين على ما أنتم عليه حتّى يميزَ الخبيثَ من الطيِّب﴾.

    والله أمر بالطاعة والعبادة في الأحوال المختلفة ، من المنشط والمكره والعسر واليسر ، وهو عزّ وجلّ يُحبُّ أعمالاً في مواطنَ من مواطنِ اليسر ، وأخرى في مواطن من مواطن اليُسر ، فشاءت حكمته أن يتقلّب عبادُهُ بين حالي العسر واليسر ، والرخاء والضُّرّ ، ليعلم سبحانه الشاكرين الصابرين.

    فمن كان عبدًا لله حقّ العبودية، لم يتوانَ في شيءٍ من الأحوال عن خدمة سيّده والامتثال لأمرِهِ، ولم يخلّ بعبوديّته في حالي عسره ويُسره، وغناه وفقره.

    وإذا كان هذا في العبادة عمومًا ، فإنَّ ذروةَ السَّنامِ وسياج الإسلام : الجهاد في سبيل الله الذي ميزَ بما فيه من القرح والبأس والشدّة والألم والجراحة والقتلِ والأسرِ ، مع نقص الأموال والثمراتِ ، وتلف الأنفسِ وفقدانِ كثيرٍ مما تألفه النفس وترى أن لا غنى عنه ، إنَّ هذه الشعيرة العظيمة النفيسة لأبينُ موطنٍ تظهرُ فيهِ هذه العبوديَّةُ ويُخاطب المكلَّف فيها بالصبر على الحالين ، فقد أُمر الناس ﴿انفروا خفافًا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفُسِكُم في سَبيلِ الله.

    وفي حالٍ كهذه الحال ، وعبادةٍ كهذه العبادةِ ، لا يُستغرب تراجع من يتراجع ، ونكوصُ من ينكُصُ ، ولولا ذلك لما كان للابتلاء والفتنة معنىً ، ولما كان للصابرين الصادقين في الفتن والابتلاءات ميزةٌ عن غيرِهم.” أ.هـ هشيم التراجعات- عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاصِرٍ الرَّشِيْد.

    أقول وبالله التوفيق..

    إن الباطل قد تسلط في هذا الزمان وأمسك بزمام الأمور في بلدان ما كان يسمى بالعالم الإسلامي , وعمل على محو الإسلام تماما من عقول الناس وحياتهم و صرفهم عن دينهم..

    ولكن خيب الله ظنهم واتجهت أعداد كبيرة من شباب هذه الأمة إلى العودة لدينها و الوقوف فى صفوف الطائفة المنصورة فى مواجهة الحملة الصليبية الجديدة …

    وتمثلت هذه العودة في حركات تعمل على نشر الدين والعودة به إلى سابق عهده حيث بسط سلطان الله في الأرض وعودة الخلافة الإسلامية من جديد..

    ولكن الباطل لم يكن ليقف ساكنا وهو يرى الشباب – الذي صرف الأموال والجهود لتضليله وإبعاده عن دينه – يراه يرجع إلى الدين ..

    وهم يعرفون تماما أن رجوع الناس إلى الدين يعني زوال ملكهم وضياع سلطانهم ..

    ” وانطلق الملأ منهم أن اصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد “

    فانطلقوا يحاربون الحركات الإسلامية بكل ما أوتوا من قوة ..ويمارسون عليها شتى الصنوف من الضغط والقمع والسجن والتعذيب بالإضافة إلى التلبيس على يد أحبار السوء عباد الطواغيت و سدنته الذين قاموا بدور سحرة فرعون ..

    وتبعا لهذا الضغط الرهيب من هذه الأنظمة ..اختلف رد فعل الحركات الإسلامية الموجودة على الساحة..

    فانقسموا في التعامل مع هذا الواقع إلى قسمين:

    * القسم الأول :اعتبر الواقع الحالي أمر قدري لا مفر منه ولا سبيل إلى تغييره..وأخذ يدعو إلى إقامة دين الله في ظل سيادة الطاغوت!!!

    آثر السلامة وركن إلى الحياة الدنيا..وجهدوا في خلق وضع وسط يلبس زى الإسلام و لا يغضب الجاهلية ، حيث يمارسون فيه دعوتهم دون تعرض الأنظمة لهم بالضغط أو الاعتقال و يتحركون في حيز الحدود التى يخطها لهم الطاغوت بيده ..

    والمتابع لهذه الحركات يجد أن هناك قاسم مشترك بينهم…ألا وهو الحفاظ على “بقاء الجماعة” أو “مصلحة الدعوة “.. و الربط بين سلامة الداعية و سلامة الدعوة … وضحوا في سبيل هذا المبدأ تضحيات متفاوتة .. من سكوت عن ما يغضب الطاغوت مرورا بالتزلف والمداهنة وانتهاء ببيع الدين جملة وإسباغ الشرعية على هذه الأنظمة واعتبارها أنظمة إسلامية شرعية لا غبار على ولايتها أمر المسلمين ..وأصبحوا يدافعون عنها وينافحون ..وسلقوا المجاهدين في سبيل الله بألسنة حداد أشحة على الخير …

    ولم يدركوا أننا مطايا لحمل دين الله ..وأن هدفنا حماية دين الله حتى لو هلكنا ..

    ولكنهم جهدوا في الحفاظ على أنفسهم وضيعوا الدين .

    ” لقد ميز الواقع بين فريقين كلاهما يقف ضد الآخر،وكلا منهما يستخدم كل الوسائل للقضاء علي خصمه في ضوء الصراع بين الإسلام والصليبيةوالصهيونية العالمية:

    الصف الأول :الصليبية والصهيونية العالمية ،ومعها النظمالعلمانية ، ومعها المؤسسات الرسمية الدينية ، مع وسائلها الإعلامية .

    الصف الثاني:المجاهدون الذي يمثلون شرف الأمة وعزتها وخط دفاعها المتقدم .

    وهنا نتساءلمع من وقفت الحركات التي تدعوا إلي الإسلام كالسلفية التي من رموزها – محمد حسان ، ومحمد حسين يعقوب وياسر برهامي – والإخوان التي من رموزهم مهدي عاكف الخ ، هل وقفت فيهذه الحرب القائمة علي أرض الإسلام للذود عن الإسلام ودفع الصيال عن الدين والنفسوالعرض والأرض ، والذي يتعين علي المسلمين الجهاد لاستنقاذها مع من يدافعون عن أرضالإسلام ، أم أنها وقفت مع العلمانيين تصف إخوانهم بالإرهابيين وتسفه ما يصنعونهوتسعي لتفريغ هذا الجهاد من شرعيته ومضمونه ، وتضع شروطا له لتصل في النهاية إلى وصف أعمال المجاهدين الآن بالفساد ، وفي وصف أحدهم للشرائط التي تظهر عمليات الجهاد أن النظر إليها كالنظر إلي الأفلام الإباحية فكلاهما باطل(<!–[if !supportFootnotes]–>[1]<!–[endif]–>)وقد قاتل البعض بلسانه بوصفهم بالمتطرفين الإرهابيين الفسدة قتلة الأبرياء ، وتسميتهم بالتكفيريين بل تعدي الأمر إلي الفتوى بالإبلاغ عمن هذا شأنه، وهذا أمر نعيشه واقعا لا يحتاج إلي برهان .

    بل صرحوا هم به بإقرارهم أنهم والأمن فيخندق واحد ، ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل تعدي الأمر إلي جولات للإشادة بالطواغيت ومدحهم، وهم يحاربون الإسلام ليل نهار ، ويقتلون المسلمين ويسخرون من الدين والإسلام والقرآن والرب والرسول ، ومع ذلك يذهبون إليهم في ظل الحرب الدائرة علي الإسلاموأهله ، ليدعوا عندهم إلي الإسلام ، ويلاقواعندهم كل ترحيب ومودة .

    ونحن نتساءل لو كانت دعوتهم تمثل أي تهديد للطواغيت هل كانوا يستقبلونهم بكل الحفاوة والتكريم ، والسجون مليئة بإخوانهم ، وأي إسلاميدعون إليه عند الطواغيت !! أهو إسلام رب العالمين – الذي أساسه وعروته الوثقي التي لا انفصام لها (الإيمان بالله والكفر بالطاغوت ) – والذي امتلأت سجونهم بسببه من الأخوةالداعين إليه ، أم أن الإسلام الذي يدعون إليه إسلام يتسم بالحكمة والموعظة الحسنة ، التي لا تغضب الطاغوت ، إسلام يرضيه ويتودد إليه ، إسلام مصري أو ليبي أو جزائري ،إسلام بكل الألوان ، مفصل حسب هوى كل طاغوت وإرادته .

    ولا أدري بأي حجة يذهب من يدعى العمل للإسلام إلي معسكر الأعداءوحصونه في ظل حرب دائرة بيننا وبينهم ؟ وما حكمه ؟”أ.هـ

    ” رفع الالتباس بين رموز الأمة والرموز الفاسدة ص4-للشيخ أبو احمد المصري”

    “وهؤلاء الذين يدعون السلفية من العلماء بماذا نفعتهم عقيدتهم النظرية التي يعتقدونها ، وبماذا نفعتهم عقيدة ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب ، وهي محشورة في عقولهم محبوسة في صدورهم لا تخرج للعلن ولا يعمل بها ، وليس لها أي تأثير على الطواغيت، بل يعطونهم الشرعية من خلالها ويصدون عن سبيل الله بمبايعتهم للطاغوت ، وبتعطيلهم للجهاد ، وبدعوتهم لقتل المجاهدين ، ووصفهم بالفئة الضالة، فلا قيمة “لعقيدة” إن لم يتبعها عمل وينتج عنها ثمر صالح : {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} (البقرة : 93) .

    الشهادة بين الانتصار للحق وتعرية الباطل ص5(عبد الله حسن عسيري) للشيخ أبو احمد المصري .

    ” إن هذه الحركات الشتى والمنتسبة للإسلام والتي تعطى الشرعية للنظام العلماني قولا وعملا ، منها من ينازع العلمانية في الظاهر وهو في الحقيقة يحافظ على منهجها ويتبنى أفكارها ومبادئها ، ومنها من يعلن البراءة منها وكل أعماله ولاء صريح لها ـ ومنها من يهادنها ، ومنها من يغازلها .. هذه الحركات التي رضيت لنفسها أن تكون خط الدفاع الأول عن العلمانية ضد كل من تسول له نفسه الخروج على شرعيتها المدعاة وخط الهجوم الأول على طائفة أهل الحق.

    هذه الحركات {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُوَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ ۞ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}(النور:39-40) “أ.هـ

    “الالتقاء أو الافتراق.. مع الحركات التي تعطي الشرعية للعلمانية-لفضيلة الشيخ أبو أحمد المصري”

    ولم نأت بهذا الكلام من عند أنفسنا ولكنه خلاصة تصرفات وكتابات واعترافات شيوخ ومنظري هذه الحركات ..

    وقد كانت هذه الاعترافات لا تخرج عن ثلاثة أطياف:

    الطيف الأول: إما اعترافٌ منهم بأنهم يطرحون أنفسهم على الساحة كونهم بديلاً للتيار السلفي الجهادي الشامل، وفي هذا الاعتراف صفعةٌ للأتباع والمقلدين الذين يرددون أنهم تيار مُكَمّلٌ لمسيرة الحركة الإسلامية – زعموا –

    – والطيف الثاني من الاعترافات:فلتاتُ لسانٍ أو اعترافاتٌ شجاعة – أو سمّها ما شئت – بحقيقة الأزمة التي يعاني منها هذا التيار، بل وصَاحِبُ هذا الاعتراف يُشَخّصُ بدقةٍ للمرضِ الذي يسري في جسدِ ودماءِ وعقلِ هذا التيار.

    – الطيف الثالث من الاعترافات:هو عبارةٌ عن اعترافاتٍ خطيرةٍ من البعض بإرهاصاتِ تنسيقٍ مع الأجهزة الأمنية في أنظمة الردة لمواجهة التيار السلفي الجهادي، ومن هذه الإرهاصات تقديمُ نصحٍ صريحٍ يشملُ نصائحَ للأجهزة الأمنية تدخل في نطاق الكفر، وهذا الطيف الأخير الخطير لم يكن لكاتبٍ واحدٍ أو مجهولٍ في الموقعين المشار إليهما – الإسلام اليوم والعصر – بل لرمزٍ كبير في هذا الاتجاه، مع مقالاتٍ لكتاب مغمورينَ في الموقعين، ولا يقول قائل: إن بعض الكتابات لا تمثل الموقع بالضرورة، فعلى فرض هذا فهي تمثل التيار كما صرّحت تلك المقالات.” أ.هـ “الخونة –أبو بكر ناجي صـ3”

    * القسم الثاني:قام بأمر الله يجاهد في سبيل الله لا يخشى في الله لومة لائم ..لا يضره من خالفه ولا من خذله..

    لا يلين ولا يستكين..ثابت لا يهتز بضغط ولا سجن ولا تعذيب ..لا يقبل المساومة في دين الله .. وهي الطائفة المنصورة بإذن الله..

    وقد رأينا تحت قوة ضغط الأنظمة الطاغوتية وأولياءها على هذه الطائفة- طائفة أهل الحق – من تراجع عن منهجه وقام بما يسمى بالمراجعات..

    “ونخص بالذكر ما خرج إلى العلن تحت مسمى (وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم)، وصاحبها الإعلام بضجة واهتمام، ولما تأملتها وجدتها -وللأسف كما توقعت- تخدم مصالح التحالف الصليبي اليهودي مع حكامنا الخارجين على الشريعة أيما خدمة، فهي محاولة لتخدير أعدائهم المجاهدين وتشكيكهم في منهجهم وإخراجهم من ميدان المواجهة بحجة العجز والضعف وبحجة عدم توفر مقومات الجهاد، وبحجة اليأس من إمكان الحركات الإسلامية أن تحدث أي تغيير في مصر” التبرئة ص1.

    ” فقد خرجت هذه الوثيقة في محاولة يائسة أو -على أكثر التقديرات تفاؤلاً- شبه يائسة للتصدي للموجة العاتية من الصحوة الجهادية التي تهز كيان العالم الإسلامي هزاً بفضل الله، وتنذر أعداءه الصليبين واليهود بما يكرهون وما يحذرون.

    وواضح أن الهدف من الرسالة هو كف جهاد المسلمين ومقاومتهم للصليبيين واليهود وأجهزة الحكم العميلة في بلادنا، سواء باليد أو اللسان أو حتى الاحتجاج السلمي كالتظاهر والإضراب والاعتصام والمؤتمرات والاجتماعات. أي أن الرسالة تحرص -بلغة وزارة الداخلية- على عدم تعكير صفو الأمن.

    وتخرج هذه الوثيقة الآن في وقت قررت أمريكا فيه -نظراً للضربات التي تترنح تحت وطأتها- أن تنصرف عن خطها السابق بالسماح الجزئي ببعض من الحرية لتيار المعارضة عبر الانتخابات، فواجهته بالمنع والتقييد كما حدث في انتخابات مجلس الشورى في مصر والمغرب والأردن، وكما حدث مع حكومة حماس من حصار، ومن اعتبارهم إياها حكومة غير شرعية، وكما حدث في مؤتمر أنا بولس، وما يتوقع منه من خيانات وعدوان. وفي وقت قررت فيه أمريكا عياناً بياناً تمويل الخونة في مجالس الصحوة الصريحة في عمالتها. في هذا الوقت تظهر هذه المراجعات. لتشجع بها أمريكا تياراً أكثر تماوتاً وانهزاماً من تيار المعارضة عبر الانتخابات”.أ.هـ التبرئة ص5.

    وقد انقسم المتراجعون إلى قسمين :

    الأول :متراجع تأول لنفسه الإكراه فتراجع فقط عن أفكاره في العلن .

    الثاني :متراجع تجاوز حدود الإكراه ..فلم يكتفي بالتراجع عن أفكاره ومعتقداته فقط .. ولكنه بدأ في التنفل بتأليف الكتب والأبحاث وسب المجاهدين والوقوع في أعراضهم ..والطعن في مشروعية جهادهم ..وتجريم أفعالهم ووصفهم بأشنع الأوصاف من تكفيريين وسفاكي الدماء والقاتلين على لون البشرة ..وغيرها مما يروجه الإعلام المحارب لدين الله..

    وأصبح ينادي بمهادنة الطغاة ..والصبر على ظلمهم والتذرع بالاستضعاف المطلق..

    وكبل الأمة بقيود لو اجتهد العدو في إخراجها من النصوص الشرعية ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

    ولسنا هنا في هذا المقام بصدد الكلام عن المتراجعين …

    ولكن كلامنا سيكون بإذن الله عن موقف الحركات “الإسلامية” من هذه التراجعات ..

    فقد تعددت الآراء بين مؤيد وأشد تأييدا..وبين معارضين وقفوا لها بالحجة والبيان ودحضوا الباطل بقوة الحق .

    وسنستعرض بإذن الله أقوال المطبلين لهذه التراجعات الذين تلقفوها بكل سرور و طاروا بها فرحا وسنتناولها بالتحليل إن شاء الله

    ” لقد اطلعنا على بعض التفاعلات مع الوثيقة في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، وكان التركيز على المؤيدين للوثيقة، الذين اعتبروها في صالح مصر وأثنوا عليها ورحبوا بها، أما المعارضون للوثيقة معارضة حقيقية فيكاد لا يسمع لهم صوت في مصر ولا العالم العربي، لأنهم إما في السجن، أو مهددون بالترحيل لجوانتانامو إن قالوا لا، باستثناء من أسماهم الكاتب بالحمقى والعملاء وأبطال الميكروفونات والإنترنت، فهؤلاء يعارضونها بقوة..” التبرئة ص6 .

    ونترككم الآن مع أقوال هؤلاء المؤيدين :

    و لن نستعرض هنا أقوال الحركات التي فضحت نفسها بنفسها المتمثلة في : القوصى وزهران و رسلان و يعقوب و حسان و كل خادم للطاغوت و الشيطان فهؤلاء بحمد الله تعالى أصبحت رائحة الخيانة و العمالة للأنظمة المرتدة تفوح منهم فتزكم أنف كل صاحب فطرة سليمة ، و أنما سنستعرض أقوال أدعياء السلفية و أبرز شيوخ ومنظري التيار الإرجائي في مصر وهم : ياسر برهامي وعبد المنعم الشحات وشريف الهواري ، فهؤلاء أرقى طبقات أدعياء السلفية فى مصر و موقفهم يكفيك لمعرفه موقف من دون منهم..

    وسوف نكتفي بسرد بعض الجمل التي لا تؤيد فقط هذه المبادرة ولكنها تؤصل وتنظر لفقه التركيع و الأنبطاح الذي يريدونه للأمة ..

    ولن نقوم بالرد عليها حيث كفانا علماؤنا الأجلاء مؤنة الرد عليها في كتبهم, مثل كتاب التبرئة للدكتور أيمن الظواهري وكتاب التنديد للشيخ أبو يحيى الليبي و ردود الدكتور هاني السباعي حفظهم الله تعالى .

    ***********

    و قبل البدء في سرد أقوال هؤلاء العلماء العملاء نود أن ننبه إن محاولة استخدام الدين مطية يمتطيها الطواغيت للوصول إلى غاياتهم ليست حديثة أو وليدة اليوم , أنما هي قديمة قدم الزمان ، لكنها لم تثمر إلا في هذه العصور الغابرة التي ظهر فيها أحبار السوء الذين باعوا الدين بالدنيا ، و حاربوا الدين بالدين و اتخذوا آيات الله هزوا :

    ذكر محمد الغزالي في “قذائف الحق” (156) نقلا عن محمد رشيد رضا: (أن الخديوي إسماعيل استدعى رفاعة الطهطاوي وخاطبه: يا رفاعة أنت أزهري تعلمت في الأزهر وتربيت فيه، وأنت أعرف الناس بعلمائه، وأقدرهم على إقناعهم بما ندبناك له…إن الفرنجة قد صارت لهم حقوق ومعاملات كثيرة في هذه البلاد، وتحدث بينهم وبين الأهالي قضايا، وقد شكا الكثيرون إلي أنهم لا يعلمون أيحكم لهم أم عليهم في هذه القضايا؟ ولا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم، لأن كتب الفقه التي يحكم بها علماؤنا معقدة وكثيرة الخلاف، فاطلب من علماء الأزهر أن يضعوا كتاباً في الأحكام المدنية الشرعية تشبه كتب القانون في تفصيل المواد واطراح الخلاف، حتى لا تضطرب أحكام القضاة، فإن لم يفعلوا وجدتني مضطرا للعمل بقانون “نابليون” الفرنسي ) .

    فما كان رد رفاعة الطهطاوي الذي هو رائد التغريب في العصر الحديث إلا أن قال :

    ( قال رفاعة الطهطاوي مجيبا الخديوي: يا أفندينا. إني سافرت إلى أوربا، وتعلمت فيها وخدمت الحكومة، وترجمت كثيرا من الكتب الفرنسية، وقد شخت وبلغت هذا السن ولم يطعن في ديني أحد، فإذا اقترحت الآن هذا الاقتراح بأمر منكم طعن علماء الأزهر في ديني، وأخشى أن يقولوا: إن الشيخ رفاعة ارتد عن الإسلام آخر عمره، إذ يريد تغيير كتب الشريعة وجعلها مثل كتب القوانين الوضعية، فأرجو أن يعفيني أفندينا من تعريض نفسي لهذا الاتهام، لئلا يقال: مات كافرا، فلما يئس الخديوي أمر بالعمل بالقوانين الفرنسية) فهذا كان موقف الطهطاوي صنيعة الغرب الكافر ، و رفض و خشي على نفسه أن يُتهم في دينه .. فلا حول و لا قوة إلا بالله .

    و قبل البدء في سرد هذه الترهات نريد توضيح أن التأييد لهذه التراجعات قد أظهر التراب المشترك الذى يقف عليه الصفين ( الطواغيت و أدعياء السلفية ) ،عند القراءة السريعة لما حوته هذه الترهات من بعض مشايخ ومنظري الحركة الإسلامية _وهؤلاء كبارها_نلاحظ : بأن الإسلام عندهم دين مطاط لا ضابط له، ولا قاعدة تحدد معالمه، سواء شعروا بذلك أو لم يشعروا، وسواء منهم الذين يقصدون التحريف والتمييع أو الذين لا يقصدونه ، أن هؤلاء يفهمون الإسلام فهما رديئا يثير السخرية والإشمئزاز ، فالعبارات الآتية إذا تأملناها جيدا نجدها تصب صبا مباشرا في مصلحة أعداء الإسلام ..

    و سوف نقسم بعض النقاط الرئيسة التى تحدث فيها القوم فى ثناءهم على التراجعات تلك النقاط التى تحدد الخطوط العريضة لفكر هؤلاء القوم و موقفهم من الجهاد :

    1 – الفرح بالتراجعات و الثناء على المتراجعين :

    * جاءت مبادرة الدكتور سيد إمام “وثيقة ترشيد العمل الجهادي بمصر والعالم” بعد طول انتظار تحمل روحاً .

    جديدة غير الروح التي حملتها مؤلفاته السابقة

    ( ياسر برهامى _ وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام ).

    * وهذا ولا شك إضافة جديدة للعمل الإسلامي تصب في مصلحة البلاد والعباد، وهم بلا شك بهذا الرجوع قوة للصحوة ودعامة لها على طريق الدعوة ؟!!.

    ( ياسر برهامى –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام ) .

    * جاءت الوثيقة تدعيماً لموقف الجماعة الإسلامية والتي كان لها قدم السبق بمراجعتها وهذه شجاعة تحمد لهم وللدكتور فضل نسأل الله أن يهدينا جميعا إلى الحق وأن يثبتنا عليه. !! .

    ( شريف الهواري ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي ) .

    * فجزى الله علماء هذه الدعوة خيراً على صبرهم وتحملهم لما لحقهم وعلى فرحهم وسعادتهم بالمراجعات والوثيقة. !!

    ( شريف الهواري ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي ) .

    * ثم جاء ترحيب السلفيين والجماعة الإسلامية بمبادرة الدكتور فضل أيضا رغبة في شيوع هذا الفهم الصحيح.

    ( عبد المنعم الشحات … وثيقة د . فضل ) .

    * كان خيار الصدام الذي اتخذته بعض فصائل الصحوة الإسلامية -ثم تراجعت عنه مؤخراً بحمد الله .

    ( عبد المنعم الشحات – نحو مراجعات أكثر عمقا ) .

    2 – الانبطاح هو السبيل ( فهمهم السقيم ) :

    *ونحو نظرة مختلفة لطبيعة العمل من أجل الإسلام..!!

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام ) .

    * جاءت الوثيقة بأن القتال ليس هو الوسيلة الوحيدة لتغيير الواقع غير الشرعي بل هناك خيارات أخرى كالدعوة إلى الله، والهجرة والعزلة والصفح والعفو والإعراض والصبر على الأذى وكتمان الإيمان. !!

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * وقد كانت الرؤية السابقة هي التي تدفع الشباب إلى مسالك الصدام المدمر المؤدي إلى أنواع الضرر وهلاك النفوس والأموال وضياع الأمن من مجتمعات المسلمين. !! .

    ( ياسر برهامى –وثيقة ترشيد العمل الجهادس .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * جاءت الوثيقة بأن العجز المعنوي معتبر كذلك. !! .

    ( ياسر برهامى –وثيقة ترشيد العمل الجهادس .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * وجاءت الوثيقة كذلك باعتبار السياح القادمين إلى بلاد المسلمين مستأمنين لا يجوز سفك دمائهم ولا أخذ أموالهم أو تدميرها، بل ذلك غدر ونقض للعهد. !! .

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * وكذلك جاءت الوثيقة بأن من دخل بلاد الكفار بتأشيرة دخول فهو في عهد معهم، عليه أن يؤمِّـنهم كما أمَّـنوه؛ فلا يحل له سفك دمائهم ولا أخذ أموالهم ولا تدمير منشآتهم. !!

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * الوثيقة في نظري شهادة تقدير وتوقير للدعوة السلفية المباركة ولعلمائها . !!

    ( شريف الهواري ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي )

    * نقول لصاحب الوثيقة ومؤيديها…. عليهم أن يشكروا الله عز وجل أن وفقهم للرجوع من قريب وعليهم أن يكونوا واسعي الصدر بعيدي النظر وأن يتحملوا الأذى المتوقع من المعارضين والمتسرعين والمتربصين. !!

    ( شريف الهواري ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي )

    * ومن التحدث بنعمة الله -عز وجل- على دعوتنا المباركة، أن نذكر أن الله -عز وجل- عصمها من الانزلاق فيما انزلق فيه غيرها رغم تشابه ظروف النشأة، برجوعهم إلى أهل العلم في زمانهم وإن تباعدت ديارهم،

    ( عبد المنعم الشحات – نحو مراجعات أكثر عمقا )

    * وخرجت مراجعات فقهية تحاول في جملتها أن تبين الأحكام المطلقة، وأن تبين أن كثيراً من أحداث الماضي كانت تنزيلاً لأحكام على غير واقعها، ولعل بعضها كان بسبب لبس في فهم الحكم أصلاً

    ( عبد المنعم الشحات – نحو مراجعات أكثر عمقا )

    * وثالثة الأثافي قول قائلهم :

    *على الرغم من أن الوثيقة قد تعرضت لكثير من القضايا الشائكة في واقع الصحوة الإسلامية إلا أننا يمكن أن نجمل نتائجها فيما يخص ترشيد العمل الجهادي الذي هو المقصود الأصلي من الوثيقة إلى أن د. فضل قد خلص إلى ما يلي:

    1- الإقرار بمشروعية جهاد المحتل كما في العراق وأفغانستان.

    2- المنع من العمليات التي تستهدف بلاد الكفار كأحداث 11 سبتمبر لما فيها من مفاسد.

    3- المنع بدرجة أغلظ من الصدام مع الحكومات في بلاد المسلمين أو استهداف الأجانب فيها.

    4- المنع من التعرض بالأذى للكفار الذين يعيشون في ديار الإسلام.

    ( عبد المنعم الشحات … وثيقة د . فضل )

    أقول:

    وهذا لعمري عين ما يرضاه الصليبيين واليهود ..فماذا يتمنون أكثر من ذلك؟ من منع العمليات الجهادية في بلادهم ..ومنع الصدام مع الأنظمة العميلة لهم التي تتكفل بتنفيذ مخططاتهم في بلاد المسلمين..وعدم استهداف رعاياهم المحتلين لبلادنا وتأمينهم!! .

    وكل ذلك بسلطان “الدين” وبركة فتاوى هؤلاء العملاء.

    ويالفرحهم الشديد بها..فإنهم لو اجتمعوا عن آخرهم للإتيان بكلام من “الشرع” لتضليل الناس وتدجينهم وصرفهم عن باطلهم وشرهم .. والمحافظة على عروشهم وقوتهم .. ما استطاعوا لذلك سبيلا ..لولا هؤلاء العلماء العملاء الذين جاءوهم بـ”أدلة” من الدين تبرر لهم ماهم عليه من باطل..

    وتقول لهم انعموا بالأمن والأمان..أما المجاهدين وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..فنحن نكفيكموهم ..

    وليس عليكم إلا إدارة آلة التعذيب والضغط والقهر والسجن ..واتركوا لنا الباقي ..

    3 – الربط بين أمان الدعوة و انتشارها و بين صحتها و موافقتها للحق :

    * وجاءت هذه المبادرة لتعطي أملا جديداً لآلاف الشباب بل والشيوخ الذين قضوا سنوات طويلة من حياتهم إما بين جدران السجون وإما مطاردين في أرجاء الأرض لا يجدون مأوى في دول العالم. !! .

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام ).

    * وهذه الآفاق الجديدة التي نرجوها في علاقة سوية بين طوائف المجتمع والأمة من أعظم أسباب قوة البلاد وعزها وصلاحها .

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * وهذا ما نتمنى أن يستكمله إخواننا في هذه الاتجاهات إذا أنعم الله عليهم بنعمة الأمن .

    ( ياسر برهامى –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * والحمد لله أن رد إخواني إلى الحق وقد علمت أن المئات منهم وقعوا على الوثيقة والتزموا بها، وأدعو الله عز وجل أن تكون هذه الوثيقة سبباً للإسراع بإطلاق سراحهم وعودتهم لأهاليهم وأُسرَهم . !! .

    ( شريف الهواري ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي )

    وختاما ندعو الله عز وجل أن تكون هذه الوثيقة سببا في زيادة الأمن والأمان في ربوع بلادنا وفى شتى بقاع الأرض . !! .

    ( شريف الهواري ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي )

    4 – الهجوم على المعترضين :

    * وأقول للمعترضين على الوثيقة مهلاً لا تتعجلوا . !! فالحمد لله على هذه النظرة السديدة لما يلزم المسلمين ولا أدري لماذا يعترض البعض على مثل هذا الكلام وهو الذي عضدته الأدلة، وأثبته الواقع المحسوس. !! .

    ( ياسر برهامي –وثيقة ترشيد العمل الجهادي .. آفاق جديدة للعمل من أجل الإسلام )

    * وأقول للمعترضين على الوثيقة مهلاً لا تتعجلوا وأحسنوا الظن بإخوانكم وانظروا في الوثيقة من خلال الدليل الشرعي وفهم العلماء له، ويجب أن يحذر الفريقان من السب واللعن والاتهام وسوء الظن …

    ( شريف الهوارى ..تأملات و نظرات في وثيقة ترشيد العمل الجهادي )

    * بينما تجد أن “الجهاديين” -المنضم منهم إلى مبادرة د. فضل والرافض لها- وكذا القاعدة ليس لديهم نفس هذه المرونة .

    ( عبد المنعم الشحات … وثيقة د . فضل)

    * رغم أن مبدأ المراجعة يفرض على صاحبه لغةً هادئة ونظرةً متعمقة، إلا أن البعض يظل مصراً على نبرة انفعالية في جلد الذات، ومحاكمة الآخرين وتتبع النوايا والتخوين والتضليل مما قد يضعف أثر أي دليل يورده .

    ( عبد المنعم الشحات – نحو مراجعات أكثر عمقا )

    بل و الأدهى و الأكثر من مرارة من ذلك ما يردده خطيبهم المفوه الذين يطلقون عليه فارس الكلمة المدعو أحمد السيسي و هو يفترى البهتان و يشهد الزور على أخواننا في تنظيم القاعدة و يسبهم من على المنابر و يحرض الناس على بغضهم و كراهيتهم فيقول في خطبة ( خالد بن الوليد سيف الله المسلول ) من بعد الدقيقة 57 إلى أخر الشريط :

    • يقول : ليس الجهاد كما يفهمه الخوارج و عصابات القتل و العنف و التدمير تفجير قنبلة هنا أو هناك وان يفجر الإنسان نفسه بين المسلمين ثم يقولون غزوة بدر في بلاد المغرب العربي …. تباً لكم …..غزوة بدر؟؟؟؟؟ غزوة بدر كان لها غاية نبيلة هي قتال أعداء الله ، و جاء هؤلاء الشباب الجهلة بدين الله ممن عبث بعقولهم أقوام لا يعرفون شيء عن العلم الشرعي فيوهمهم أن قتل المسلمين جهاد في سبيل الله .

    • يقول فض الله فوه : هذا تنظيم القاعدة لا تعرف له تفاصيل يمكنك أن تتحدث عنها ، يشبهه الماركات التجارية الكبرى لها فرع في أمريكا كنتاكي ثم يحمله الناس هنا وهناك ، نشأ القاعدة في بلاد الأفغان ، فإذا بعصابات مشبوه من المكفرين و غيرهم في بلاد المغرب أو في بلاد العراق أو في مصر يحملون اسم القاعدة .

    • يقول فض الله فوه : الجهاد جهاد جيش مسلم لجيش كافر مع أمير مسلم ،أما أن يخرج شاب يفجر نفسه وسط الامانين وسط الأبرياء ثم يخرج آخر ليقلده ، ثم يقولون تنظيم القاعدة في بلاد كذا … هذه عصابات من القتلة .

    • يقول فض الله فوه : و يكرر سبه قاتله الله مرة أخرى قائلا : هؤلاء يقتلون أهل الإسلام و يقول لك قتلنا المرتدين هذه غزوة بدر .. غزوة بدر !! تبا لكم .

    • يقول فض الله فوه : و الناس مع كبتها و شعورها بالهزيمة و مع شعورها أنها فقدت شخصيتها و هويتها تفرح عندما تسمع أن القاعدة فجرت هنا و هناك .. على ماذا تفرحون على قتل المدنين الآمنين ؟؟؟ هذا صراط يخالف صراط الإسلام .

    • يقول فض الله فوه : تخيل أن والدك أو والدتك أو أبنك أو زوجتك يسيرون في الشارع فانفجرت فيهم قنبلة فماتوا ، ماذا يكون شعورك نحو الذين قتلوهم ، البغض والكراهية ….

    سبحانك هذا بهتان عظيم ، ليس هناك تحريض ضد المجاهدين أكثر من هذا فقد تفوق والله هذا الخطيب في طعنه في المجاهدين و افتراءه عليهم على أخوانه العلمانيين في طعنهم في المجاهدين .

    بعد سرد و نقل هذه الترهات نريد تسليط الضوء على أحدى المعالم :

    العلاقة بين الإسلام و الجاهلية :

    لقد جاء الإسلام ليواجه كل كفر، لا ليعتبره مانعا مشروعا وعذرا مقبولا يتعايش معه ، وما دام الكفار هم الذين يحددون الخطوط الحمراء للدعوة فإنها تذهب وتنمحي مباشرة، فالذي يتكلم فيما يسمح له به فقط يضفي الشرعية على الأمور الأخرى المسكوت عنها، ويحرف الدين في أذهان الناس، إذ أنه يشعرهم بأن المساحة الأخرى المحمية من طرف الجاهلية توافق الإسلام و لا تعارضه بما أنه سكت عنها و أغض عنها الطرف ، بل يمادحها في بعض الأحيان و يثنى عليها أحياناً أخرى لتفتح له الأبواب المغلقة و تهيىء له جوا أكثر أماناً ينطلق منه ، ويعتبرون تلك المساحة المسموح بها كافية لتربية مسلم كامل الإسلام وإدخاله الجنة لكن أنبياء الله لم يتكلموا فيما يوافقهم فيه الناس فقط ، و بالتالي لا ينتج عن هذه الصفقات إلا كائنات مشوهة تنتسب للدعوة و كأنها خليط جيني من العلمانية و الإسلام ، إن الدعوة إلى الله لا تعيش في إطار الشرعية الوضعية و الأجواء القانونية الدستورية التي يؤمن بها خصومها، لكنها تجعل ذلك الشرع والدستور عدوها الأول إذ هو أبرز معالم الجاهلية، فتبطله بالحجة والبرهان تارة ، و السيف و السنان تارة أخرى ، فدعوة التوحيد إذن تعمل خارج الدستور والقانون والشرعية القانونية الجاهلي