من المؤكد أن ظروف الشعوب والبلدان ليست على نحو واحد في جميع الأحوال، لكن ثمة أمور لابد من الالتفات إليها كالحقوق الشرعية والإلهية التي يجعلها الله تعالى
من المؤكد أن ظروف الشعوب والبلدان ليست على نحو واحد في جميع الأحوال، لكن ثمة أمور لابد من الالتفات إليها كالحقوق الشرعية والإلهية التي يجعلها الله تعالى للإنسان متفاوتة من ناحية الأحكام التكلفية وموارد أعمالها والاستفادة منها.
يعيش العالم الإسلامي أزمة الجبر حيث لا صوت للإسلام والمسلمين إلا بشق الأنفس وقد لا يهم الأمة أن تدرك في أول الجبر أو في أخره لأنه في غفلة كقط نائم ولو استيقظ منها لدمر العالم ولن تكون أمريكا في مأمن حسب مقولة المستشرق علاديستون في مجلس العموم البريطاني خلال فترة الخمسينات من القرن الماضي، وفي نظر البعض أيضا أن بقائهم كقوة ستظل طويلا لأنهم اخذوا الإسلام كفكر ونحن أخذنا منه العقيدة فقط ولكن ستصعد أمم أخرى لتكون ندا لها. حيث بدأت تفقد هيمنتها على العالم بعد غزوها للعراق فخسرت مليارات الدولارات و خمسه مليون فرصة عمل وعجزت عن خوضها لأي حرب أخرى لكنها ابتكرت خطه جديدة وهي الصراع الطائفي داخل الدول العربية الآن، فلو عطس الاقتصاد الأمريكي لأصيب كل اقتصاد العالم بالأنفلونزا وبأموالنا صنعوا قوتهم.,,,,,,,فصحيح أن أمريكا هي الان المسيطرة ولكنها لن تستطيع أن تقف في التغيير الحاصل الآن وهي تستغل الظروف فقط ، كما تعتبر ألاستراتيجيه الحديثة للصهيونية الأمريكية التي تقوم بتفكيك المجتمعات والأقطار الإسلامية إلى دويلات صغيره متناحرة طائفيا وإشعال حروب في هذه المجتمعات بالوكالة واستقطاب بعض الخونة داخل هذه الفئة لتمرير مخططاتهم ودائما ما تدفع فواتير باهظة الثمن كي تحافظ على مكتسباتها والحالة الأفغاني خير شاهد على ذلك وما الصومال ببعيد ومن بعدها العراق وحينما قامت ثورات الربيع العربي لم تتخلى أمريكا عن أصدقائها القدامى وعملت على إفشال هذه الثورات ولذلك لن يكون قرار الحرب والسلام حكرا لأحد غير أمريكا، وسرعان ما أفرزت الأزمة المتعاظمة ضحية غير مقصودة وهي النظام السعودي الذي أرغم الاستعانة بقوات أجنبية أمريكية بشكل رئيسي لحماية أراضيه من هجوم عراقي محتمل مشيراً إلى أنهم نقضوا جميع شعاراتهم، وتعاونوا مع الأعداء حين حانت لهم الفرصة.
أكيد أن الثورات الشعبية العربية تمثل رأس حربة الانعطاف الذي يتمحور في الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب العالم الرأسمالي بالخصوص وانتشار الإباحية والفقر والغلاء وانحاز القيم وسيادة العلاقات العدوانية بين الدول والنظم من جهة وفيما بين الناس من جهة أخرى إلا علامات تدل على أن البشرية والمعيش الإنساني وصل إلى طريق مسدود مما جعلها تبدو وكأنها تنعطف بسرعة لا مثيل لها، كما لا ننسى الهجوم الحاد الذي أقامه الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد اللطيف آل الشيخ، على بعض الدعاة ممن وصفهم بأصحاب الغلو والتطرف يستغلون العاطفة الدينية لتحريض الشبان على الجهاد فيما ينعمون هم وأبناؤهم برغم العيش.
و حديث أيمن الظواهري أيضا زعيم تنظيم القاعدة للسلطة القائمة في مصر والقوة السياسية المشاركة فيما سمي بخارطة الطريق التي أعقبت عزل الرئيس محمد مرسي ويعتبر مصر جريمة مكتملة الأركان جريمة اشترك فيها آلالعلمانيون ودعاة الليبرالية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وكل هذا الكلام الفارغ مع العدو الخارجي الأميركي بواسطة آلة القهر العسكرية التي ربتها أميركا ومولتها ودربتها، ضد الأقطاب الإسلامية، المسلمين يحكمهم دين وشرع ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، يحاولون طمس أي حركة تعيد البعث والحياة لهذه الأمة مرة أخرى.
تؤدي كل هذه الاضطرابات للكيان الإسلامي تحولات الفكر والحكم في الرأي العام، واصطناع معارك لا تخدم أهدافه، فلا تنقصنا وحدة الشعور والشعوب وليست الأنظمة والاختيارات وإنما حاجتنا إلى فهم ديينا حق معرفته والولاء المطلق لشعوبنا الإسلامية ، والإخلاص الذي لا تشوبه شائبة لامتنا.
إرسال تعليق