الكاتب : عمر أوزياد - أزيلال
بتاريخ : 12 مايو، 2025 - 12:48
ريحانة برس
في قلب جبال الأطلس، حيث تنحدر شلالات أوزود كستارة مائية ساحرة تجذب آلاف الزوار سنويا من داخل المغرب وخارجه، تتنامى ظاهرة تثير قلق الفاعلين في القطاع السياحي والمتتبعين للشأن المحلي.
وهي ظاهرة التسول وانتشار ما يعرف بأصحاب “الجيليات الصفراء” الذين يمارسون مهام حراسة السيارات وفرض إتاوات على الزوار دون أي إطار قانوني. هذه الممارسات، التي قد تبدو للبعض بسيطة أو اعتيادية في فضاء سياحي مفتوح، تحمل في طياتها خطورة بالغة على صورة المنطقة وعلى مستقبلها السياحي.
فمشهد المتسولين المنتشرين في كل مكان المرردين لعبارات مستعطفة يحول تجربة الزائر من استكشاف لجمال الطبيعة إلى شعور بعدم الأمان والانزعاج، بل وقد يتطور الأمر إلى انطباع عام لدى السياح بأن المنطقة تعاني من الفوضى وغياب التنظيم، مما يدفع بعضهم إلى التفكير في عدم العودة.
أما أصحاب “الجيليات الصفراء”، فقد أصبحوا أحد المظاهر الأكثر استفزازا للزوار، حيث يستقبلون السيارات بإشارات آمرة ويتصرفون كما لو أنهم مسؤولون رسميون عن مواقف غير مهيكلة.
ولا نجد أثارا لمندوبية السياحة التي لا تبعد إلا كيلومترات عن المنتج السياحي أوزود، سواء في مراقبة الوضع السياحي بالمنطقة وتنبيه السلطات المحلية والإقليمية ببعض الظواهر ذات الاثار على جاذبية المنطقة، من بينها ظاهرة التسول وأسعار الخدمات وغيرها من المسائل.
ومن ضأتا ستمرار هذه الوضعية دون تدخل حازم أن يشكل تهديدا مباشرا لجاذبية أوزود كوجهة سياحية، ويسيء لصورة المغرب كبلد يسعى إلى تنمية قطاعه السياحي باحترام معايير الجودة والكرامة. فالسياحة ليست فقط مناظر طبيعية أو فنادق راقية، بل هي قبل كل شيء تجربة إنسانية شاملة تتعلق بالأمن، بالترحيب، وبحسن التنظيم، وأي خلل في هذه العناصر ينعكس سلبا على سمعة المنطقة مهما بلغت مقوماتها الطبيعية من روعة. لذا فإن الوقت قد حان لتتحرك الجهات المسؤولة خصوصا الوزارة الوصية على الشأن السياحي، لوضع حد لهذه الظواهر المتنامية، بتنظيم الفضاء السياحي، وتحديد مواقف رسمية للسيارات، ومحاربة التسول المستغل للسياحة وتنويع وسائل الترفيه والخدمات، وتوفير فرص بديلة للشباب المحلي، بما يضمن كرامتهم ويعزز جاذبية المنطقة. فأوزود تستحق أكثر من مجرد أن تكون ضحية لفوضى موسمية عابرة، إنها كنز طبيعي يجب حمايته بقوة القانون وبحكمة التدبير.
المصدر : موقع ريحانة برس
إرسال تعليق