أزيلال: حديقة عمومية بمراحيض مغلقة

ريحانة برس

تعتبر حديقة 20 غشت بأزيلال من الأماكن العامة التي تشكل متنفسا للساكنة، خاصة العائلات والأطفال، الذين يقصدونها للاستمتاع بأوقاتهم في المساحات الخضراء. غير أن التدهور الذي تعيشه الحديقة في الوقت الراهن يثير العديد من التساؤلات حول سوء تدبير هذه المساحة المخصصة للراحة والترفيه.

يتجلى هذا التدهور في الخدمات التي تقدمها لزوارها، بداية من إغلاق المراحيض العامة، وصولا إلى منع الأطفال من اللعب بحرية. فالمراحيض المغلقة باتت تشكل معضلة حقيقية للزوار الذين يجدون أنفسهم في موقف محرج بسبب عدم وجود مرافق صحية داخل الحديقة. ما يعني أن هذه الحديقة ستتحول إلى مرحاض كبير في ظل إغلاق المرافق الصحية على مستواها.

أما لأطفال، فقد أصبحوا ممنوعين من التمتع بوقتهم في الحديقة بشكل كامل. ففي سابقة غريبة من نوعها، يتم فرض حدود زمنية ضيقة على وقت لعبهم، حيث يمنع الأطفال من اللعب لأكثر من 10 دقائق، وهو أمر غير مبرر وغير منطقي في ظل غياب البدائل الترفيهية في المنطقة. هذا التقييد الواضح للحرية يعد من أبرز مظاهر التقصير في توفير بيئة مناسبة للأطفال للاستمتاع بأوقاتهم.

الغريب في الأمر هو أن هذه القرارات تأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز المساحات العامة المفتوحة التي تساهم في تحسين نوعية الحياة داخل المدن، خاصة في ظل أزمة نقص الأماكن المخصصة للترفيه في العديد من المدن المغربية. الحديقة كانت إلى وقت قريب مكانا تقصده العائلات التي تبحث عن الفضاءات الآمنة لأطفالها، لكن مع تدهور الأوضاع الحالية، باتت الحديقة تشهد حالة من الإهمال، ما يعكس بوضوح غياب دور المسؤولين في صيانة وتتبع هذه المساحات الخضراء وضمان استدامة خدامتها للساكنة.