أزيلال/ إقليم المقالع ثروات طبيعية وفرص ضائعة للمواطنين

  • الكاتب : عمر أوزياد أزيلال
  • بتاريخ : 7 فبراير، 2025 - 11:12
  • ريحانة برس

    يعرف إقليم أزيلال بمؤهلاته وثرواته الطبيعية ومناظره الخلابة ويعرف أيضا بالجغرافيا الصعبة والمناخ القاسي. كما يعرف بمعاناته من تهميش اقتصادي وبطء في تحقيق التنمية الشاملة على المستويات المحلية والاقليم عموما. فبالرغم من وجود ترواث مائية وطبيعة تساهم في اقتصاد البلاد. ومن بين هذه الثروات وجود نحو 14 مقلعا موزعة على مختلف مناطق الإقليم، بينها 4 مقالع في منطقة أيت محمد لوحدها.

     

    إلا أن هذا العدد الكبير من المقالع، لم ينعكس على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين الذين لا يشعرون بأي استفادة ملموسة من هذه الثروات التي يتم استخراجها.

     

    من بين الاسباب وراء ذلك غياب الورشات المتخصصة في التقطيع والبيع، حيث يتم نقل الحجارة والموارد المستخرجة إلى المدن الكبرى مثل مراكش والدار البيضاء لإعادة تصنيعهما وبيعها. وهذا الأمر يحرم الإقليم من أي عملية إضافية لتحويل هذه الثروات إلى منتجات قابلة للتسويق محليا، ما يعني فقدان العديد من الفرص في خلق مناصب عمل.

     

    إن هذه المقالع من شأنها أن تمتص القليل من البطالة التي يعاني منها الإقليم ومن شأنها أن توفر فرص شغل للساكنة إن تم تثمينها عبر الإبقاء على المادة الخام المستخرجة داخل حدود الاقليم بغرض تصنيعها وعرضها للبيع. الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على العجلة الاقتصادية ويكون لها ٱثر على الجانب الاجتماعي للمواطنين.

     

    من جهة أخرى وبالرغم من وجود هذه المقالع والتي تؤدي ضرائب لصالح الجماعات التي توجد فيها، فإن ذلك لا يساهم في خلق التنمية المنشودة. ففي قرية أيت محمد على سبيل المثال والتي تحتوي على أربع مقالع، تفتقر هذه الأخيرة إلى أبسط مقومات البنية التحتية الأساسية، مثل شبكة التطهير السائل وخدمات أخرى يحتاجها السكان بشكل يومي.

     

    والنتيجة هي أن السكان لا يجنون أي عائدات حقيقية من المقالع المنتشرة في منطقتهم، في حين يذهب معظم الدخل الناتج عن استخراج المواد إلى جيوب الشركات التي تدير هذه المقالع وعلى شكل ضرائب مستخلصة لا يتم استثمارها في البنية التحتية.

     

    وفي الوقت الذي كان ممكنا لهذه المقالع أن تمثل أداة من شأنها الاسهام في تحسين مستوى عيش المواطنين وخلق فرص عمل جديدة، الأمر الذي يجعلها مجرد معطى اقتصادي غير مستثمر بالشكل الأمثل. وقد تتفاقم هذه المشكلة أكثر إذا استمر غياب الورشات المتخصصة في التقطيع والتصنيع، مما يحرم الشباب من فرص العمل في هذه المهن الفنية المرتبطة بالصناعة التعدينية.

     

    إن تحقيق تنمية مستدامة باقليم أزيلال، يتطلب إرادة حقيقية من قبل المسؤولين لتحويل المقالع إلى مصدر حقيقي للفرص الاقتصادية، بدلا من أن تظل مجرد نشاط اقتصادي محدود يعاني من سوء التوزيع والعوائد الضئيلة على السكان.